*لبنى أحمد الجود 

 

إستيقظ معطي منجب هذا الصباح ، فقرر فجأة أنه يحتاج للعلاج، والعلاج العجيب المعقد الوحيد يتواجد بفرنسا!.

قد نظن أن سبب هذا القرار المفاجئ هو وعكة صحية، لكننا رأيناه عبر مقطع مصور يتحدث بكل طلاقة و أريحية.

وقد نظن أنه قد زاره في منامه شيخ بطاقية، ألزمه بضرورة السفر كي يضع شموعا أو يذبح قربانا لطرد لعنته الحالية!.

ولعلها مكالمة هاتفية أخبرته بضرورة السير في مجريات دعوى قضائية دولية. 

لانعلم حقيقة ما وقع لعزيزنا المعطي، كي يقرر فجأة أن يوضب حقيبته و يلبس كوستيمه الكاكي و يتوجه إلى مطار الرباط-سلا حيث لاقى رفاقه، و صور مقطعًا مصورا يحدثنا من خلاله عن ضرورة سفره لفرنسا وعن أمراضه و ترياقه السحري ، الذي لا يوجد بالمغرب و لا يدخل إليه، لا جوا ولا برا ولا بحرا.

و هي وصفة سحرية لا يلمسها إنس و لا جان …  و إلا لكان  أحضرها محاميه الفرنسي الذي هل علينا منذ بضعة أيام ، ليتحفنا بقصيدة نثرية حول الديمقراطية والحقوق و الحريات، و ليتنقد نظامنا و يهددنا في عقر دارنا بالضغط ، مشهرا جنسية المعطي الفرنسية ! 

يعلم المعطي منجب ورفاقه تمام العلم و يعرفون تمام المعرفة أن المعطي ممنوع من السفر بأمر قضائي، لا دخل للأجهزة الأمنية به أو فيه، و إن كان قد أخبر قاضي التحقيق في وقت سابق بضرورة سفره… فهل حظي بالموافقة على ذلك؟.

وقد سحب منه جواز سفره المغربي، فقام باستصدار جواز سفر فرنسي، ظنا منه أن قرار منعه من مغادرة التراب الوطني  مرتبط بلون جواز السفر! 

فهل هو غباء أم هو إستغباء… لنا أن نتسائل!! 

بعض وقت قصير، أتحفنا المعطي منجب بفيديو مصور آخر، يتكلم من خلاله عن صدمته، و يشهد الطيور و الطبيعة وفراشات الحقول على أنه يتعرض للتضييق، و أن حالته الصحية حرجة و أنه يجب أن يستفيد من تغطية زوجته الصحية، و أن حالته المادية ضعيفة و أن الدولة لم تترك له شيئا إذ حجزت كل ما يملك.

و هنا لنا أن نسأل المعطي:

واااااا سي المعطي… لم لا تأتي زوجتك لعندك؟

لما لا ترسل لك المال الذي يلزمك؟

لما لا ترسل لك دوائك؟

لم تريد أن تكون إستثناء، فتصنع لنا زوبعة في فنجان؟

هل هو ملل أم هو سعار؟ أم هو اغتنام لبروز استئناف قضية سليمان الريسوني، التي لم تعد تشفي غليلك، إذ حضر هذا الأخير إلى محاكمته بعد أن اهتدى لصوت العقل بعيدا عن ما قمت ببثه من أفكار سامة كادت أن تؤدي به إلى نهايته، إذ اعتبرك مثالا… و أي مثال! 

و لأنك لم تعد تستفيد من مضمون القضية، فقد كان لزامًا عليك أن تستفيد على الأقل من توقيتها !

فيا أيها المعطي … أنت متابع قضائيًا بالمغرب و ستحاكم بالمغرب، و قد قال القضاء كلمته بالنسبة لمنعك من مغادرة التراب الوطني، ولتكن فرنسيا أو برتقيزيا فأنت تحمل جنسية مغربية هي التي صنعت أهميتك بالنسبة لمن يحاولون استعمالك ضد وطنك، وهو استعمال مؤدى عنه و الدليل هو ملايين الدراهم التي مولت بها شرائك لأملاكك التي أضحت الآن محجوزة بقوة القضاء.

ولأنك مغربي فسيسري عليك ما يسري على عموم الشعب و هو تطبيق للقانون بعيدًا عن السياسة و الساسة و التسييس.

أما في ما يتعلق بإضرابك عن الطعام، فلك الحق في تجويع نفسك أو تسمينها، و لعله خير، فالصيام صحة و لعله يكون علاجك فتقوم صحيحًا معافى! 

وآخر القول: 

لا إستثناء موجود ولا ضغط مقبول… و ما يدوم غير المعقول!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *