*محمد سليكي
يبدو أن عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابة لحزب العدالة والتنمية، لم يصعد صباح اليوم الأربعاء، إلى منصة مجلس النواب من أجل مناقشة البرامج الحكومي، ولكن من أجل تسجيل أهداف في شباك الدولة والحكومة، دون أن يعلم أنها إصابات مرفوضة بداعي التسلل.
بوانو وحزبه الذي قال فيهما الناخبون المغاربة كلمة الفصل في إنتخابات 8 شتنبر بإخراجهم من الحكومة والبرلمان والمجالس من “الشرجم“، لايزال يشكك في نزاهة تصويت المغاربة، بما يطعن بغير حق في ظهر نظافة يد الناخب وحياد السلطة المجسدة للدولة الساهرة على الحياد الانتخابي.
لقد ذهب بوانو، بعيدًا في خروجه عن النص المؤطر لجلسة مناقشة البرنامج الحكومي، وسقوطه في فخ التسلل، عندما إنتهى من مناقشة الحملة الانتخابية لحزب الأحرار، وصار ينتقد التطبيع مع إسرائيل!!!.
قد نتفهم، مهاجمة بوانو البيجيدي لحزب الأحرار الذي يقود الحكومة كخصم سياسي، ولكن ما لا يفسر ولا يستساغ وما تشاؤون، هو حماسة السيد بوانو في إنتقاد التطبيع مع إسرائيل، كأن من وقع اتفاق التطبيع مع هذا الكيان، هو السيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي، وليس السيد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابقة، وزعيم حزب العدالة والتنمية الاسلاموي..
ولعل من تناقضات بوانو أيضا، هو توغلاته في معترك الحكومة الجديدة بإنتقادات لاذعة تدين حصلية الحكومة السابقة، وإلا ماذا يعني مهاجمته لمقاربة الحكومة الجديدة في الرفع من جودة التعليم؟.
ألا يعني أن حكومة أخنوش، ورثت ثقل ملف التعليم الشائك من سابقتها؟، وكذلك ملفات أخرى، كملف الحكامة ومحاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة..
حقيقة، لو كانت الحكومة السابقة التي ينتمي السيد بوانو إلى الحزب الذي قادها، قد أصلحت ورش التعليم، ولم ترفع شعار عفا الله عماسلف حول جرائم الفساد، ما كان لحكومة أخنوش، أن تأتي بخطط إصلاحية لهما.. لأنه لا يستقيم إصلاح الصالح، يا فالح.
وإذا كان حكم مباراة جلسة مناقشة البرنامج الحكومي في مجلس النواب، قد رفع راية التسلل أكثر من مرة، وأعلن صفارة رفض ركلات جزاء بوانو بداعي التسلل، فإن ذات الحكم لجأ في مناسبات عدة إلى غرفة “الڤار“، ليعلن سقوط طاطا نبيلة، عفوًا النائبة نبيلة منيب، في فخ التسلل..
لذلك نهمس في أدن طاطا نبيلة، لنقول، راه يسار الترافع على الطبقات الكادحة لا يكون في مبادىء وأدبيات تجارب اليسار، بمهاجمة تدابير وإجراءات برنامج حكومة إجتماعية، كيف ما كانت أحزاب هذه الحكومة وبرنامجها، وبالأحرى برنامج حكومة جاء ليعزز ركائز الدولة الإجتماعية..
المرة الماجية، ما تكونيش (hors-jeu ) بحالك بحال الأخ بوانو آ الرفيقة.