le12.ma -كووورة

بسبب التدني الكبير لمستواه الفني، وخاصة بعض التصرفات التي قابلها مدرب المغرب بعقوبات صارمة، صار أمين حارث، نجم الكرة المغربية الصاعد، يثير قلق فئة واسعة من جماهير الأسود.

وأنهى حارث، الذي شكل اختياره اللعب للمنتخب المغربي حدثا داخل فرنسا، بعدما لاحقه منتخب الفرنسي طويلا، العامَ بصورة سيئة، ما انعكس على حضوره داخل ناديه شالك الألماني، إذ تراجعت أسهمه كثيرا وفقدَ مكانه في التّشكيلة الأساسية.

ويتخوف أنصار المنتخب المغربي وعشاق اللاعب من أن يكرر حارث سيناريو عادل تاعرابت، الذي أنهى موهبته مبكرا، بسبب “تصرفاته” خارج الملعب.

حين كان أمين حارث في صفوف نادي نانت، أطلقت عليه العديد من الصحف الفرنسية “نيمار إفريقيا”، بفضل مهاراته وفنياته وطريقة أدائه ومراوغاته، التي كان يستلهمها من النجم البرازيلي الكبير نيمار.

وتفجّرت موهبة حارث لتلفت أنظار الأندية الأوربية الكبيرة، فسارع نادي شالك الألماني إلى حسم صفقته وهو لم يتجاوز 20 عاما، بأزيد من 10 ملايين أورو.

وجعله تألقه مطارَدا من قبَل مدرب منتخب فرنسا، ديديي ديشامب، خاصة بعدما مثل ناشئي “الديوك” في السابق، غير أن تدخل الجامعة الملكية والمدرب هيرفي رينارد وأفراد أسرته جعله يختار المغرب رغم الضغوط التي مورست عليه.

اختير أمين حارث، رغم صغر سنه، ففت الأنظار إليه في أولى مبارياته مع المنتخب المغربي، وحاز إعجاب الجماهير المغربية التي تعلقت به منذ أول ظهور.

واستغلّ حارث مونديال روسيا ليثبت موهبته، بعدما توجه “فيفا” كأفضل لاعب في مباراة المغرب أمام إيران، متفوقا على نجوم كبار، في مقدمتهم حكيم زياش وبنعطية وآخرون.

لكن هذا الاختيار لم يرق المدرب رينارد، الذي استبعد حارث بعدها من مباراتي البرتغال وإسبانيا، بسبب “مبالغة اللاعب في الاستعراض الفرد، بدل مساعدة المجموعة”.

وتواصَل عقاب رينارد للاعب بعد عودة المغرب لخوض تصفيات أمم إفريقيا، إذ تجاهله المدرب أمام مالاوي وجزر القمر.

وبرٌر رينارد قراره بأسباب انضباطية رفض كشفها، وقال إنه لا يقبل من لاعب، خاصة في مثل هذا السن، أن يتجاوز الخطوط الحمراء المسموح بها.

تورّط حارث في حادث سير في مدينة مراكش، التي كان يمضي فيهاإجازته، ومات مواطن في الحادث، ما خلّف تفاعلات واسعة بلغت ناديه شالك الألماني.

ورغم بعض التدخلات التي حالت دون اعتقال حارث وإصدار حكم مخفف عليه، فقد عانى طويلا بسبب هذا الحدث وتأثر مردوه الفني واحتاج إلى علاج نفسي كي يخرج من أزمته.

وعاش حارث انهيارا نفسيا تطلّب منه الكثير من الوقت كي يخرج منه دون التخلص من تبعاته تماما.

لم يعد يحظ أمين حارث بالاهتمام داخل ناديه شالك، وحقق بداية هي الأسوأ له منذ انضمامه إلى صفوفه، ما فرض على إدارة النادي التدخل وتحذير اللاعب.

ومؤخرا، خيّرت إدارة شالك اللاعب بين خفض راتبه أو الرحيل أو تحسين أدائه، لتتعزّز المخاوف أكثر من أن يكرر حارث سيناريو عادل تاعرابت، أحد أكثر اللاعبين المغاربة موهبة خلال آخر السنوات، لكنه أضاعها بالغرور وبعض التصرّفات الطائشة خارج الملعب.

وسيكون على حارث إثبات العكس في ما تبقى من مباريات اللبوندسليغا، ليجد له مكانا مع رينارد ضمن لائحة “الأسود”، التي ستشارك في أمم إفريقيا المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *