الرباط: le12.ma

بعد فوزه في استحقاقات ثامن شتنبر المنصرم، يتطلع الراغب حرمة الله، الرئيس الجديد للمجلس الجماعي للداخلة، إلى أن تتبوأ حاضرة إقليم وادي الذهب المكانة اللائقة بها، كجسر يربط المغرب بعمقه الإفريقي، استنادا إلى ما تزخر به من مؤهلات سوسيو-ثقافية، وموارد طبيعية وبشرية مهمة، وفرص اقتصادية واستثمارية واعدة.

حرمة الله، الشاب ذو الثلاثين ربيعا، ابن مدينة الداخلة، يطمح بمعية ثلة من الشباب إلى الارتقاء بجوهرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، التي خبر أزقتها ومعالمها وتلقى تعليمه في مدارسها، إلى مصاف المدن الذكية والأقطاب الاقتصادية والإيكولوجية التي تدعم بقوة أسس التنمية المستدامة.

بعد حصوله في 2009 على شهادة البكالوريا (شعبة العلوم الفيزيائية) من ثانوية للا خديجة، توجه حرمة الله إلى مراكش حيث تابع دراسته في الأقسام التحضيرية. بعد ذلك، انتقل إلى فرنسا لاستكمال دراسته في معهد الهندسة المعلوماتية بمدينة ليموج، حيث نال في 2017 دبلوم مهندس دولة في تخصص “تطوير المعلوميات وتسيير المشاريع”.

وبعد عدة تجارب مهنية بالديار الفرنسية، عاد إلى مدينة الداخلة حيث شارك في إنجاز مشروع “الداخلة.نت” بهدف التعريف بالمؤهلات السياحية والاقتصادية التي تتوفر عليها حاضرة وادي الذهب، كما قام باستثمارات في قطاعي الصيد البحري والبناء والتعمير.

وينتمي حرمة الله، كذلك، لعائلة سياسية معروفة بالمنطقة، حيث سبق لجده أن اضطلع بمنصب رئيس المجلس البلدي للداخلة خلال الفترة ما بين 1998 و2002، كما كان برلمانيا عن الجهة. أما عمه، محمد الأمين حرمة الله ، فكان بدوره برلمانيا ورئيسا للجماعة الترابية بئر كندوز (إقليم أوسرد)، فضلا عن كونه منسقا جهويا لحزب التجمع الوطني للأحرار بالداخلة – وادي الذهب.

هذه البيئة السياسية الأسرية دفعت الراغب حرمة الله، المنتمي حينها إلى حزب الاستقلال، إلى ولوج عالم السياسة بداية من سنة 2009 إلى أن انخرط في حزب التجمع الوطني للأحرار خلال 2018، ليترشح باسمه للانتخابات الجماعية الأخيرة ويظفر برئاسة مجلس جماعة الداخلة.

يقول حرمة الله، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “اختمرت لدي فكرة الانخراط في العمل السياسي والمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، بعد اطلاعي على البرنامج السياسي لحزب الحمامة، الذي يشجع الشباب ويلامس انتظاراتهم وتطلعاتهم إلى المساهمة في تسيير الشأن العام والنهوض بالوطن”.

ومن هذا المنطلق، أشار حرمة الله إلى أن المجلس الجماعي الجديد، رئيسا ومكتبا وأعضاء، يضع نصب عينيه تحدي إبراز كفاءة الشباب وقدراتهم ومؤهلاتهم في تسيير الشأن المحلي وتطوير جودة الخدمات التي تقدمها مختلف المرافق العمومية بمدينة الداخلة.

وأكد، في هذا الصدد، أن المجلس يعتزم تنزيل عدد من الأوراش التي تهم، على الخصوص، رقمنة المدينة وتحسين جودة عيش ساكنتها، ودعم اقتصادها بالاعتماد على الطاقات المتجددة لجعلها مدينة خضراء ونظيفة تستجيب للمعايير الإيكولوجية الدولية.

وتابع حرمة الله أن مجلس جماعة الداخلة سيعمل على الرفع من وتيرة تطوير وتأهيل المرافق العمومية، وكذا المساهمة في إنجاز المشاريع الهيكلية، لاسيما تلك المندرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي يرعاه الملك محمد السادس.

وخلص إلى أن المجلس، بما يزخر به من طاقات شابة وطموحة، يدرك تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه للنهوض بمدينة الداخلة، التي أضحت قطبا دبلوماسيا مهما يحتضن عددا من القنصليات التابعة لبلدان شقيقة وصديقة، ومركزا اقتصاديا واعدا وبوابة للمغرب على عمقه الإفريقي لتعزيز التعاون جنوب – جنوب.

تجدر الإشارة إلى أن الراغب حرمة الله انتخب رئيسا للمجلس الجماعي للداخلة، بعدما حصل، خلال جلسة انتخاب الرئيس التي حضرها ممثلو السلطات المحلية، على الأغلبية المطلقة بـ 32 صوتا، مع امتناع عضو واحد عن التصويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *