*يونس التايب 

اليوم، بعد انتخاب السيدة أسماء اغلالو بشكل ديمقراطي هادئ، أتساءل ماذا ربح من قاموا بأعمال البلطجة، و هددوا عددا من منتخبات مجلس مدينة الرباط، في أول جلسة لانتخاب العمدة، سوى أنهم شوهوا صورة جميلة، و شوشوا على مسار كان ممكنا أن يسير بشكل طبيعي تنتصر فيه أغلبية لتمارس التدبير و تتشكل أقلية لممارسة المعارضة؟ 

ألم يكن أفيد أن نرسل، من أول جلسة، رسائل إلى كل المغاربة وإلى وسائل الإعلام العالمية الممثلة بقوة في العاصمة، تؤكد أن التجربة الانتخابية احترمت المعايير الديمقراطية، وهي بذلك تستحق أن نثق فيها وندعمها، و ننكب في المستقبل على تطويرها لتصحيح ما قد يكون فيها مستحقا لذلك، عوض ما تم من عبث و بلطجة تورط فيها البعض للأسف ؟! على هؤلاء، اليوم، أن يخجلوا من أنهم خلقوا جعجعة و صخبا لم يكن له داع. 

سأقولها و أعيدها : الديمقراطية ستظل محتاجة إلى ديمقراطيين حقيقيين، كما تحتاج إلى اليقظة و التعبئة، و المواكبة عبر إعمال القانون من أجل حمايتها ممن يقولون بالديمقراطية و أعمالهم تكفر بقيمها و تناقض المنطق الذي تفرزه. 

لهؤلاء أقول مصالح الوطن هي الأهم و المغرب كبير على العابثين.

*خبير في السياسات الترابية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *