سيدي إبراهيم الجماني

في البداية، أود التوضيح أنني لست مع السيد بنشماش ولست مع المجموعة الأخرى، ولكني مع الأمل الذي آمنت به قبيل انتخابات سنة 2009.

آمنت، أنا وكثير من مناضلي الحزب، بأن لدينا فرصة لتغيير وضع البلاد إلى الافضل وتحريك شعور المواطن نحو الجانب المضي من الطريق. الحزب في نظري آنذاك كان هو سفينة النجاة الحقيقية. كان هو نقطة الضوء التي ستخرجنا من النفق المظلم.

آنذاك، نجح الحزب في تحريك المشهد السياسي وخلق نقاش على مستوى الأحزاب، من متوجس إلى خائف إلى حاقد، بل إلى رافض. وأعطى نفَسا جديدا للمواطن العادي للانخراط فى العمل السياسي من خلال النقاش الواسع الذى واكب وصول الوافد الجديد، ومن خلال الازدياد الملاحظ للمشاركة في المحطات الانتخابية اللاحقة.

الحقل السياسي هو أكثر مجال تنطبق عليه مقولة “العبرة بالنتائج”، فنحن لم ننجح في بعض المهام، لعل أهمها تصدّر المشهد السياسي وقيادة الحكومة بالرغم من المجهودات الجبارة والظروف الاستثنائية التى أتيحت للحزب. ولنكون صرحاء، فإن من أهم الأسباب لهذا الفشل هي تسيير الحزب على طريقة سلسة رسوم الأبطال الخارقين.. ولا داعى للشرح أكثر هنا، لأن ما يهمنا هو ما يضمن لنا الاستمرار في العمل المشترك نحو المستقبل الأفضل.

الحزب ليس ملكا لأي أحد ولا لأي مجموعة أو طائفة، بل هو ملك لجميع المناضلين والمناضلات وللمغاربة جميعا. وبالرغم من انحصار الوهج السياسي للحزب وكذلك محدودية دوره في المشهد السياسي (الريادي على الأقل) وما يقع الآن من نقاش، داخل وعلى أطراف الحزب، وهو بالمناسبة نقاش صحي، لا ولن يؤثر على مكانة ومستقبل الحزب.

ومن أجل المساهمة في الحفاظ على ما حققناه جميعا وما نطمح إليه كلنا، فإنني كمناضل بسيط من القواعد الثابتة، إن شاء الله للحزب، أقترح مساهمات بسيطة وواضحة أتمنى أن تكون في صالح الحزب:

أولا: على الجميع الانضباط لقوانين الحزب والالتزام بالاحترام الواجب لمؤسسات الحزب؛
ثانيا: المباشرة الآن في تنظيم الحزب وهيكلته بالطريقة الصحيحة والديمقراطية الحقيقية، بدون كولسة ولا تدخل من أطراف غير معنية بالتنظيم؛

ثالثا: التنظيم يجب أن يبدأ من القواعد، من المناضلين المنخرطين في الحزب على المستوى المحلي، ثم الإقليمي، ثم الجهوي، ثم المجلس الوطني، بشكل ديمقراطى حقيقي وواضح وشفاف؛

رابعا: السيد الأمين العام، كمؤسسة حزبية منتخب ديمقراطيا، عليه القيام بواجبه على ما يرام وأن يتحمل مسؤوليته كاملة، وبكل شجاعة، وأن يتخذ القرار المناسب وفي أوانه، حسب قوانين الحزب في جميع القضايا المتعلقة بالحزب؛

خامسا: على جميع المناضلين والمناضلات تحمل مسؤولياتهم واحترام مؤسسات الحزب والمساهمة في بناء الأسس الديمقراطية الراسخة للحزب. وعلى الجميع التعاون من أجل التوقف الفوري عن النقاشات في الأمور التي لا تصبّ في مصلحة الحزب، خاصة مع توفر فرصة التغيير المشروعة في جميع مستويات مسؤوليات التنظيم داخل المحطات الانتخابية المقبلة داخل هياكل الحزب.

*برلماني بامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *