*عمر الشرقاوي

 

لماذا لا يريد حزب الأصالة والمعاصرة الذهاب للمعارضة؟

-لأنه قضى 12 سنة في المعارضة دون أن يعارض، لا سيما في الولاية الأخيرة حيث 80% من النصوص تم التصويت عليها بالاجماع؛

-لأنه يخاف من الانحلال والتحلل والموت السياسي، إذا بقي 5 سنوات إضافية في المعارضة؛

– لأنه لا يستطيع الاصطفاف لولاية إضافية في المعارضة، ليكون قائد سيناريو حكومة 2026؛

– لأنه يعتقد أن دخوله للحكومة واستوزار بعض رموزه سيقويه خلال الولاية المقبلة، وسيعيد بذلك سيناريو الاحرار مع البيجيدي؛

– لأن النواة الصلبة داخله لا يمكنها مقاومة اتساع رقعة طلبات الاستوزار بالحكومة المقبلة مهما كان الثمن والكلفة؛ 

– لأن الحزب عينه على رئاسة مجلس النواب، ولن يتنازل عنها بسهولة ولن يتحقق له ذلك إلا بدخول الحكومة؛

– لأنه يعتقد أن الشعب الذي بوأه المرتبة الثانية، حمله بذلك مسؤولية تنزيل برنامجه؛

كل هذه الدفوعات مقبولة وواقعية لكن هل هي كافية؟؟

طبعا، لا 

والسبب بسيط، فلا يمكن أن تبنى مصالح وطن، على مصالح حزب، ولا يمكن بناء التوازن الدستوري والسياسي على طموحات ظرفية. 

الوضع المقبل صعب بلا شك ويحتاج ضمن ما يحتاج لحكومة وبرلمان قويين واغلبية ومعارضة فاعلين، لكي لا تكون المؤسسات في مواجهة الشارع.

وفي ظل تبخر البيجيدي واستبعاد الرهان عليه كقوة معارضة، فليس لنا من حل سوى الاختيار بين حزبين قويين هما الاستقلال والبام، للعب دور المعارضة وحماية حقوق المجتمع ومحاسبة الحكومة ومنع تغولها. 

وبالنظر إلى أن الاستقلال يتوفر على امتدادات مجتمعية واذرع موازية من شأنها أن تشكل ذراعا واقيا للحكومة، فإنه الأولى بالمشاركة في الحكومة، ويبقى البام هو المرشح الأقوى لقيادة لسيناريو 2026 اذا ما قاوم قدر الفناء. 

أما سيناريو دخول الأحرار والبام والاستقلال للحكومة، فتلك مغامرة غير محسوبة العواقب في ظل سياق إجتماعي  سيشرع في تسخيناته ابتداء من شهر اكتوبر المقبل.

*أستاذ العلوم السياسية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *