*جوا مكرم

يرى مراقبون، أن دخول حزبالتراكتورالحكومة الجديدة ينطوي على مخاطر إحباط دمج  برنامج حزب الأحرار في البرنامج الحكومي وعرقلة تنزيله لحسابات  انتخابوية تتعلق بانتخابات 2026 .

وفي هذا الإطار يعتقد عبد الرحيم منار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية، سيناريو مشاركة حزب الأصالة والمعاصرة في الحكومة الجديدة بقيادة عزيز أخنوش زعيم الأحرار، سيجعلهاحكومة قبائل متناحرة“.

وأكد اسليمي، أنهفي حالة دخول البام الحكومة سيكون التحالف الحكومي شبيهًا بما كان في حكومة بنكيران أي عبارة عنقبائلمتناحرةداخل حكومة واحدة “.

وأكد المحلل السياسي، في مقالة تحليلية له حول مستقبل البام ما بعد ظهور نتائج إنتخابات 8 شتنبر :”رغم أن الأمر يتوقف على مفاوضات سياسية لتشكيل التحالف الحكومي الذي يكون مبنيًا على قياس كل حزب لحجم الأرباح والخسارة، فإن تحليلًا سياسيًا يستحضر سلوكات جرت أمامنا ومتطلبات الحفاظ على التوازنات السياسية تقتضي أن يكون حزب الأصالة والمعاصرةفي المعارضة“.

وعدد منار اسليمي أسباب حتمية بقاء حزبالبامفي المعارضة، في ستة أسباب، يتأسس الأول منها على :”أن المسافة بين التجمع والبامباتت بعيدة منذ صعود السيد اخنوش لقيادة الأحرار وازدادت مع تسلم السيد وهبي للأمانة العامة للبام ، فالتيار الذي كان في التجمع وله علاقة بالبام مثل رشيد الطالبي العلمي لن يستطيع الدفاع عن دخول البام للحكومة لأن المناخ في الأحرار لم يعد هو نفسه في مرحلة قيادةصلاح الدين مزوار“.

وتابع اسليمي أن النقطة الثانية تقوم على:”أن وهبي إختار التحالف مع العدالة والتنمية وبنى خطابه هجوميًا على حزب الأحرار ورئيسه، ويجب أن يستمر في المعارضة، لأن تغيير الخطاب الهجومي ودخول الحكومة مع التجمع سيضر بالبام نفسه وبصورة التحالف الحكومي“.

السيناريو الأبرز لتشكيل الحكومة الجديدة بعد تعيين الملك لرئيسها خلال الساعات القادمة

وأضح أنالتصريحات الهجومية هي تعبير عن تموضعات، لذلك فتصريحات وهبي تضعه اليوم في المعارضة، وفي حالة دخوله الحكومة سيكون التحالف الحكومي شبيها بما كان في حكومة بنكيران عبارة عنقبائلمتناحرة داخل حكومة واحدة “.

وتابع :”يوجد سبب آخر ، هو أن دخول التجمع والبام وحزب الاستقلال في حكومة واحدة يجعل توزيع الحقائب الوزارية صعبًا،  وخاصة أن  البامستطالب بقطاعات استراتيجية يريدها حزب رئيس الحكومة، كما أن ثلاث أحزاب بهذا الشكل سيخلق صراعًا على منصب رئاسة مجلس النواب، وهذه الصراعات تجعل التحالف الحكومي مهددًا في اي وقت“.

وتقوم السبب الثالث على أنه: “لايوجد تقارب بين الأحرار والبام، من حيث البرامج وترتيب الأولويات، بينما يبدو حزب الاستقلال مرنًا وتزداد هذه المرونة والتقارب بوجود التجمع الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، حيث يصبح التجمع مدعومًا بحزبيين تاريخيين من الكتلة الديمقراطية” .

وينبني السبب الرابع، عند منار اسملي، في كوّن  :”الأهم الذي يجعل البام مطلوب في المعارضة هو التوازن بين الأغلبية والمعارضة في البرلمان، فالمعارضة إذا لم تكن قيادتها من طرف البام في مجلس النواب، فهي ستكون غير موجودة الشيء الذي ينتج عنه اهتزاز في التوازنات، إذ لاتوجد حكومة في مواجهة الفراغ، فالفراغ معناه حكومة في مواجهة الشارع“.

لذلك يورد منار اسليمي :”دور البام في التوازنات مطلوب في المعارضة وليس الحكومة” .

ويتأسس المعطى الخامس، في تأكيد المحلل السياسي على أنه:”يجب التفكير في الانتخابات بعد خمس سنوات، فالأحرار قد ينجحون في ما وعدوا به الناخبين وقد يفشلون، والسؤال في حالة فشلهم من سيكون البديل بعد خمس سنوات، هنا يحضر البام الذي يظل الحزب الوحيدالذي لم يدخل الحكومة لحد الأن، ويجب أن يظل احتياطًا في المعارضة لتجنب مفاجآت قد تقع بعد خمس سنوات من الآن“.

وخلص عبد الرحيم منار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية، إلى القول: “لهذه الأسباب يبدو أن التحالف الممكن والمتوازن الذي يحافظ على صورة الحكومة المقبلة يضم : “الأحرار والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *