الرباط: le12.ma

يعتبر ضرس العقل هو الضرس الثالث الدائم الذي يظهر في سن متأخرة، كما يتزامن خروجه مع فترة بلوغ الانسان سن الرشد، لذلك سمي بضرس العقل، إلا أنه في الحقيقة ليس له أي علاقة بالعقل أو الرشد.

وقد يعد هذا الضرس أكثر الأسنان عرض للخلع لعدم خروجه من اللثه، وأحيانا لا يتكون أصلا، وهو ما يدعو كثيرين إلى اعتباره ضرسا زائدا ليس له أي وظيفة، ويمكن تفسير ذلك بنظرية التكيف البيئي، ففي العصور القديمة كان الناس يأكلون أصناف جامدة وغير مطبوخة والتي كانت تؤدي الى تآكل الأسنان نتيجة لاحتكاكها القوي ببعضها البعض وذلك وفقا لـ “الشاشة الفلسطينية”.

هذا بالاضافة الى كبر الفكين في ذلك العصر مما يسمح بتكون ضروس العقل وبزوغها سليمة بلا متاعب، لكن تغير ذلك اليوم بتغير طرق ونوعية الأكل الى طرق اكثر رقة وأكل أكثر ليونة مما قلل من تآكل الأسنان وصغر المسافة المخصصه لبزوغ ضرس العقل مما يتسبب في عدم بزوغه.

كما لا ننسى أن نشير الى ان العامل الوراثي أيضا والذي نتج بسبب التزاوج بين الأعراق المختلفة في عصرنا الحاضر، مما أدى الى تزايد تشوهات الأسنان والفكين ومن ضمنها تزاحم الأسنان وخاصة ضروس العقل.

واختلف علماء الأسنان في الرد على هذا السؤال، فالبعض يؤيد خلع ضروس العقل مبكرا لسهولة خلعها قبل اكتمال تكونها وكنوع من الوقاية ضد أي مضاعفات ممكنة ومنع حدوث تزاحم الأسنان.

أما البعض الآخر يحرم خلعها الا اذا كان هناك ما يستدعي ذلك، مثل التسوس أو التهابات اللثة المحيطة، وما يؤيد ذلك هو نشرة طبية حكومية صدرت في بريطانيا، التي تمنع خلع ضرس العقل السليمة بدون ضرورة.

وقد منع بالذات أطباء تقويم الأسنان من تحويل المرضى الى جراحي الأسنان لخلع ضروس العقل تفاديا لتزاحم الأسنان. ويعود السبب كما تقول النشرة الى خطورة المضاعفات المصاحبه لخلع ضرس العقل، من نزيف واصابة بعض الأعصاب ومضاعفات أخرى خطيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *