Le12
تشكل الدبلوماسية الترابية إحدى الرافعات الأساسية الداعمة للدبلوماسية الخارجية الرسمية، بتموقعها ضمن الرهانات الاستراتيجية التي تعزز العلاقات الخارجية وتبادل الخبرات والتجارب مع الدول.
وأمام التطور المتنامي لدور الجماعات الترابية في مجال التعاون الدولي وإرساء علاقات مع الهيآت المماثلة في الدول الأخرى، أصبح التعاون الدولي اللامركزي والدبلوماسية الترابية يحتلان مكانة مهمة في الاستراتيجيات والإجراءات الدبلوماسية، المجسدة في الاتفاقيات الثنائية، والمتعددة الأطراف، ومواثيق التعاون، وتبادل الخبرات، والمساعدات، والانخراط في التجمعات الإقليمية والمحافل الدولية.
لقد أصبحت الجماعات الترابية والجهات أكثر وعيا بأهمية استثمار الفرص التي لديها لتعزيز مكانتها على المستوى الدولي إلى جانب الدبلوماسية الرسمية، وإلى جانب فاعلين دوليين آخرين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما دفعها للتكتل ضمن منظمات وشبكات إقليمية ودولية لتحقيق أهدافها.
وبغض النظر عن طبيعة النظام اللامركزي المعتمد من بلد لآخر وحجم الصلاحيات المسندة للجهات والجماعات الترابية، فإن النشاط الدبلوماسي الذي صارت تقوم به الجماعات الترابية قد ارتقى في بعض الأحيان إلى مستوى يماثل ذلك الذي تقوم به بعض الحكومات المركزية في مجال التعاون المتبادل وإقامة الشراكات وتأسيس المنظمات ذات الأهداف المشتركة.
تأسيسا على ما تقدم، واعتبارا للتحول الحاصل على مستوى الدبلوماسية بوجه عام وتطور مسارات جديدة داعمة لها، يأتي سؤال التعاون الدولي اللامركزي والدبلوماسية الترابية كإحدى هذه المسارات التي وجب تسليط الضوء عليها، والوقوف على حجم مساهماتها، وآفاقها المستقبلية، من خلال تحليل الرصيد الذي راكمته والفرص المتزايدة المتاحة أمامها.
وفي هذا الإطار يأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي في موضوع “التعاون الدولي اللامركزي والدبلوماسية الترابية” للإجابة على السؤال المحوري المطروح حول دور الجماعات الترابية في هذا المجال، من خلال تحليل ودراسة المحاور الفرعية التالية :
1/ أي دور للجماعات الترابية في الدبلوماسية الخارجية؛
2/ التعاون الدولي اللامركزي، رهان استراتيجي في العلاقات الخارجية؛
3/ التعاون الدولي اللامركزي، منظمة الجهات المتحدة نموذجا؛
4/ التعاون الدولي اللامركزي والتنمية المحلية.