إعداد: عبدو المراكشي

من المغرب إلى الخليج العربي، مرورا بتونس والعراق ولبنان، حقّقت المرأة العربية العديد من الإنجازات في 2018.

وقد تراوحت هذه الإنجازات بين إنجازات سياسية، تمثلت في زيادة التمثيل أو انتزاع القوانين التي تؤمّن لها حقوقها، وصولا إلى جائزة نوبل للسلام التي نالتها نادية مراد.

في الورقة التالية، عرض لأبرز الإنجازات التي حققتها المرأة العربية خلال العام الذي سنودعه بعد أيام:

جائزة نوبل لنادية مراد

فازت الناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد، في مطلع أكتوبر الماضي، بجائزة نوبل للسلام، تتويجا لنضالها الطويل ضد الاستعباد الجنسي الذي مارسه تنظيم “داعش” الإرهابي.

وقالت منظمة المرأة العربية إن فوز مراد يعدّ تكريما للعراق ولكفاح وصمود العراقيين والمرأة العراقية في وجه الإرهاب والتطرف. وأكدت أنه كان لنادية، المولودة في 1993 شمال العراق، دور كبير في تعريف العالم بمأساة المرأة العراقية في المناطق التي احتلها التنظيم الإرهابي.

المغرب.. قانون “ثوري” يجرّم التحرش الجنسي

في 12 شتنبر الماضي، دخل حيزَ التنفيذ قانون يجرم العنف والتحرش ضد النساء في المغرب، بعد ست سنوات من النقاش العمومي حول مضامينه وعقوباته.

وجاء تبنّي هذا القانون استجابة لمطالب الحركة النسائية ومنظمات المجتمع المدني من أجل تعزيز حقوق المرأة في المجتمع، انسجاما مع مقتضيات دستور المملكة، الذي نص على المساواة والنهوض بحقوق المرأة وحمايتها من كل أشكال التمييز ضدّها.

وينص القانون على تجريم بعض الأفعال باعتبارها عنفا يلحق ضررا بالمرأة، كالإكراه على الزواج، والتحايل على مقتضيات الأسرة المتعلقة بالنفقة والسكن وغيرها.

وقد توسع القانون في بند صور التحرش الجنسي التي يعاقب عليها القانون، وتشديد العقوبات في هذا الإطار.

قانون الإرث في تونس

في أواخر نونبر، أقرّت الحكومة التونسية مشروع قانون المساواة في الإرث. ولم يبق أمام القانون سوى موافقة البرلمان حتى يصبح نافذا، وسط توقعات بأن يمرر المشروعون التونسيون هذا القانون، قبيل الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر 2019.

وتوقع مراقبون أن يُمرّر البرلمان مشروع القانون، على أن يتضمن مبدأ الحرية بين اختيار مبدأ المساواة في الإرث أو اتباع الحكم الشرعي (للذكر مثل حظ الانثيين).

البحرين. أول امرأة ترأس البرلمان

تولت فوزية زينل منصب رئيسة مجلس النواب في مملكة البحرين يوم 12 دجنبر، لتصير بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع.

وانتخبت زينل، وهي إعلامية وأكاديمية، في انتخابات شهدت مشاركة نسائية قياسية في نوفبمر.

نساء أكثر في “الوطني الإماراتي”

في 8 دجنبر، وجّه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% من الدورة المقبلة، التي ستجرى في 2019.

وقد جاءت هذه الخطوة الرئاسية لترسّخ توجهات الدولة المستقبلية وتحقق التمكين الكامل للمرأة الإماراتية وتؤكد دورها الريادي والمؤثر في كافة القطاعات الحيوية في الدولة.

وتشغل المرأة في الدورة الحالية من المجلس ما نسبته 22.5% من مقاعد الأعضاء، ما يعني أن المجلس المقبل سيضم 20 سيدة، في حين يضم المجلس الحالي 9 سيدات.

وستؤدي هذه الخطوة إلى وضع الإمارات في المراكز المتقدمة في العالم من حيث تمثيل المرأة في البرلمان، وبذلك تحقق المرأة الإماراتية، في زمن قياسي، ما حققته مثيلاتها في العالم في عقود طويلة. ويضم المجلس 40 عضوا، وترأسه حاليا أمل القبيسي.

ستّ سيدات في البرلمان اللبناني

نجحت النساء في لبنان في حصد ستة مقاعد من أصل 128 في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ماي الماضي، بزيادة مقعدين عن انتخابات مجلس 2009.

وقد شهدت هذه الانتخابات أكبر عدد من المرشحات في تاريخ لبنان، وبلغ عددهنّ 111 امرأة، ما عُدّ أمرا قياسيا في لبنان، ويعزى إلى قانون الانتخابات الجديد، الذي يعتمد النظام النسبي، مايرفع حظوظ غير المنتمين إلى أحزاب في حال نجحوا بالتكتل في لوائح قادرة على جمع الأصوات اللازمة.

وبالرغم من أن هذه النسبة تبدو قليلة مقارنة بإجمالي عدد نواب البرلمان، الذي يحتل غالبيتَه الرجال، فإنها شكلت، وفق لبنانيات، مقدّمة نحو تمكين أكبر في المجال السياسي لنساء بلاد الأرز.

وكان البرلمان اللبناني قد أقر في 1953 قانون مشاركة النساء في الانتخابات ترشيحا وتصويتا، لتنتظر النساء عشر سنوات، قبل أن تدخل أول امرأة إلى البرلمان، وهي ميرنا البستاني، وكان ذلك في 1963.

السّعودية. المرأة خلف مقود القيادة أخيرا

كان شهر يونيو الماضي “تاريخيا”، إذ حمل أخبارا سارة للنساء السعوديات، ففي مطلع هذا الشهر بدأت السلطات تصدر رخص قيادة مركبات لهن.

وفي 24 من الشهر نفسه، صار بإمكان السعوديات قيادة المركبات، أسوة ببقية النساء في العالم. وتعود هذه الخطوة إلى قرار ملكي كان قد أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في 26 شتنبر 2017، ويقضي بمنح رخص للنساء لقيادة السيارات. كما جرى تأسيس مدارس لتعليم قيادة السيارات خاصة بالنساء في خمس مدن في أنحاء السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *