تقي الدين تاجي
مع بلوغ الحملة الإنتخابية، يومها الثالث، بدأت تظهر حالات مزايدة، في صفوف بعض مرشحي الأحزاب، الذين بعدما عجزوا عن الإيفاء بوعودهم الإنتخابية السابقة، وكذا تقديم برامج واقعية خلال الانتخابات الحالية، لجؤوا الى الحل السهل من خلال سلك نهج “الدروشة” من أجل “دغدغة عواطف” رجل الشارع العادي، واستمالة أصوات المواطنين البسطاء.
وضمن هذا الإطار، لم يجد الحبيب الشوباني، القيادي بحزب العدالة والتنمية، ورئيس جهة درعة تافيلالت، الذي صال وجال في مناصب المسؤولية، وغرف من تعويضاتها طيلة 20 سنة من الزمن، (لم يجد ) ما يعزز به حملته الانتخابية، سوى أن يعمد من خلال تدوينة تشاطرها على صفحته الشخصية بفيسبوك، الى التصريح بما أسماه “إجمالي ممتلكاته”.
وكتب الشوباني في التدوينة المذكورة : “أصرح أنني — وبعد 17 عاما من التدريس 1985-2002، وعشر سنوات من البرلمان 2002-2012، وثلاث سنوات ونصف من الحكومة 2012-2015، وست سنوات من رئاسة الجهة 2015-2021 — أملك بيتا مساحته 150 مترا مربعا في حي شعبي يعرفه كل من يعرفني، ولدي حساب بنكي وحيد لا تدخله غير التعويضات أو الأجور التي تقاضيتها طبقا للقانون (فتحت حسابين جديدين هذا الشهر بمناسبة الانتخابات تطبيقا للقانون لتلقي دعم الحزب للحملة الانتخابية وسأقوم بإغلاقهما مباشرة بعد انتهائها).
وأضاف “أدعو كل من وجد داخل الوطن أو خارجه أي عقارات في إسمي الشخصي أو أسماء أفراد أسرتي الذين تتعلق ذمتهم المالية بذمتي شرعا وقانونا، أو أي حسابات بنكية، أن يعتبرها هبة مني له، حلالا طيبا، وأن يخبرني بذلك لنباشر معا مسطرة الهبة أو أي مسطرة ملائمة في أقرب الآجال”.
والواقع أن هاته التدوينة لا تخرج، عن “التاكتيك” أو على الأصح “خطة الديبشخي” التي يعتمد عليها حزب البجيدي، من أجل إستمالة أصوات الناخبين، وهي نفسها التي سبق وإعتمدها عبد الاله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب المصباح، ورئيس الحكومة السابق، خلال الحملة الانتخابية لسنة 2016، عندما صرح في مهرجان خطابي، أمام حشد من المواطنين، ودون أن يرف له جفن ” الأجرة ديالي و ديال الزوجة يلاه تكفينا و يلاه صلحنا الصالون و الكوزينة و بيت النعاس”.
كما أن من يرغب في التصريح بممتلكاته، لا يقوم بذلك عبر الفايسبوك، بل من خلال المؤسسات الدستورية ذات الصلاحية في هذا الباب، “هادشي طبعا بلا منهضرو” عمّن يُسجل جل أملاكه في أسماء أفراد من عائلاته، ثم يأتي ليخاطب المواطنين، “ويْخرّج فيهم عينيه” : “حكّا والواد..عندي غير قميجة وصندالة فراس مالي”.
“إيوا الله يجعلنا نثيقو”