*حمزة لخضر

العالم كله يتغير من حولنا و يطور أفكاره و يراجع معتقداته حتى طالبان في صيغتها “اللَّايتْ” أجرى متحدثها حورا مع قناة إسرائيلية، إلا جيراننا فلا يزالون حبيسي الرقعة القديمة والأفكار البائدة، وسياسة بومدين و بوتفليقة المنتهية الصلاحية وصولا إلى رئيس تستحي من ذكر اسمه أمام أسرتك و أطفالك.

على مر سنوات طويلة لم تتقن الجزائر شيئا غير معاداة المغرب و خلق بعبع من وهم للشعب الجزائري الشقيق حتى تصرف اهتمامه و أنظاره عن سرقتها له ولثروات بلاده و تصديرها معلبة في “كرتونات” من خنوع إلى من يتحكم بجنرالاتها من الخارج.

ومن رحم الشر أنجبت الجزائر طفلتها اللقيطة و سمتها بوليساريو، ثم جاءت بها إلى الحدود مع المغرب و طلبت منها أن تبدأ في الصراخ عاليا، وأثناء صراخ الدمية النائحة كان جنرالات قصر المرادية يصرفون عليها من أموال الشعب الجزائري المغلوب على أمره ويتكفلون بتهدئة بواسيرها.

ما حدث بالجارة الشرقية وهز العالم أجمع حين قُتل و أُحرق الشاب جمال بن اسماعيل حتى الموت يجعلنا نعود إلى الخلف قليلا لنتذكر عملية اغتيال الشاب حسني قبل 30 سنة، فالجريمتين تتقاطعان وإن اختلف توقيتهما و ظروفهما.

حتى وإن كان هناك من يعتقد أن وفاة ملك أغنية الراي لا تزال غامضة إلا أن هناك من خرج ليوجه التهمة للمخابرات الجزائرية باغتيال حسني بن شقرون التي استغلت شعبيته بين الناس وتنجح بعد ذلك في إلصاق التهمة بالجماعة الإسلامية وقتها.

ولأن شعب القبائل الشقيق الذي يطالب بحقه في تقرير المصير يرزح تحت الاحتلال الجزائري كل هذه العقود بات يشكل شوكة في حلق نظام الكابرانات كان لابد من تشويهه و اتهامه بالوحشية واللاإنسانية ولم يكن من طريق لإثبات ذلك غير إزهاق روح أخرى ولكن هذه المرة بصورة أبشع و أشنع.

وكثيرة هي الأصوات الجزائرية التي اتهمت مندسين بين صفوف الناس باتهام جمال و تحريض الناس عليه و تسخينهم أمام أنظار الشرطة بل ومن بين يدي شرطة بوليساريوتم سحب الشاب للتنكيل به و إضرام النار في جسده و هو يرفع أصبعه بالشهادة ويقول لقاتليه أنِاصبروا..ا صبروا.. حتى لا تندموا.

واليوم لا تزال أقبية النظام العسكري و مخافر البوليس بالجزائر تغص بالكثير من شباب الحراك الذي يطالب بإسقاط الحكم العسكري والعيش في كنف دولة مدنية كيفما كان شكلها..المهم أن تحترم آدميته و تعطيه حقه في الحياة وتعيد جماجم أجداده المعلقة في متاحف المستعمر.

والأكثر من ذلك ألا تكون دولة بحذاء من “بروتكان”، ولا يعكر صفوها وجه شنقريحة البئيس و لا يخجل و هو ينطق اسم رئيس بلاده أمام أسرته وأطفاله، نظام يعتذر من المغرب و يضع يده في أيدينا لبناء صرح مغاربي قوي، دون هذا تظل الجزائر في سجنها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *