*محمد رفيقي

 

من الواضح جدا أن حلم الخلافة والإمارة الإسلامية يداعبهم جميعا، طالبان رغم أنها ليست بالنسبة لهم النموذج المثالي لدولة الخلافة، لكنها في ظل الخيبات والنكسات وفشل كل مشاريع الدولة الإسلامية تمنحهم بصيصا من الأمل، بأن هذا المشروع ليس بعيد المنال، وأنه ممكن التحقيق، وأنه يمكن حتى قبول المنتظم الدولي به، حتى لو كان النظام سينتهك حقوق الإنسان وسيقطع الأيادي وسيقتل الزاني المحصن، فسيتم التغاضي عن ذلك كله حين تقتضي السياسة، طالبان داعبت  أحلام الخلافة وأيقظت شعورها لدى هده التيارات..

معطى آخر يمكن أن نفسر به هذه الحفاوة البالغة، وهو ما تمثله أفغانستان  في مخيلة كثير الإسلاميين، أفغانستان  هي “الجهاد الأفغاني”، وعبد الله عزام، و”آيات الرحمن في جهاد الأفغان”، و “مقبرة الغزاة”، وغير ذلك مما تبعثه حركة طالبان في نفوس الكثير من ذكريات.

تجربة طالبان يرى فيها كثير من هؤلاء أملا  يداوي  الجروح التي تركتها التجارب السابقة، السعودية وتجربتها التي لا تحظى برضا الكثير منهم واتهامها بخدمة الأجندات الخارجية، السودان التي عانت من مرارة الإسلاميين وعرفت على عهدهم الجوع والتقسيم  والخراب، قبل أن  تتحول بعدهم إلى دولة مدنية وعلمانية، تركيا التي ليس لها من الإسلامية إلا الإسم، داعش التي قدمت نموذجا متوحشا  ومرعبا، طالبان نفسها في تجربتها الأولى التي انتهت بجلب الدمار والخراب، لهذا فرحوا اليوم وهم يرون عودة “الإمارة الإسلامية” بتسهيل أمريكي ورعاية قطرية.

لهذا لم يكن مستغريا عندي كل هذه الأجواء من الفرح والاحتفاء لدى هذه التيارات، تهنئة وحيدة صعب علي فهمها،  أحمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان الدولة المسالمة والمطبعة مع الجميع  يهنيء طالبان ويصف إنجازها بـ “النصر العزيز” و “الفتح المبين”.

*خبير في الإسلام السياسي والجماعات الدينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *