سعد بوزرو
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، وتزامن هذه الاستحقاقات مع التفشي السريع لوباء كورونا، تواجه الحملة الانتخابية تحديا جديدا يتمثل في اللجوء إلى تقنيات التناظر المرئي.
فمنذ بدء تفشي وباء كورونا، تحول العالم نحو الرقمنة بوتيرة غير مسبوقة، وانتقل إلى نظام “العمل عن بعد”، وأصبحت بعض المفاهيم من قبيل “الحضور الافتراضي” و”التناظر المرئي” و”المؤتمرات الهجينة” أكثر تداولا من ذي قبل.
فماذا عن الحملات الانتخابية وما يرافقها من تجمعات خطابية تضم المئات بل الآلاف من الأشخاص؟ بعض الخبراء ممن استقت وكالة المغرب العربي للأنباء آراءهم حذروا من إقامة مثل هذه الفعاليات.
فبالنسبة للمحلل السياسي هشام معتضد، يجب أن تأخذ الحملة الانتخابية في سياق انتشار وباء كوفيد-19 بعين الاعتبار التأثيرات السلبية للتصاعد الحاد لحالات الإصابة بفيروس كورونا وتطور الوضع الوبائي، وذلك من أجل التقليل من الأضرار.
واعتبر أنه من منظور عملي، يجب على الأحزاب السياسية أن لا تكتفي بوضع خارطة طريق تقنية واستراتيجية لتنفيذ حملتها الانتخابية، بل عليها أيضا تطوير خارطة طريق مرنة ومتكيفة مع الظرفية الوبائية وما يترتب عنها من تداعيات.
أما من المنظور اللوجستي، يؤكد معتضد أن الأحزاب السياسية ستكون مدعوة على الأرجح لمراجعة كل إجراءاتها التنظيمية المتعلقة بالحملة الانتخابية من أجل الامتثال لقرارات السلطات الصحية وتوجيهات الحكومة في إطار تدبير الجائحة.
وردا على سؤال حول الآثار المحتملة لإجراء الانتخابات في موعدها في السياق الحالي المتسم بارتفاع حالات الإصابة، أشار السيد معتضد إلى أن “عدم تأجيل الانتخابات سيكون له تأثير على نسب التصويت” نظرا لكون الناخبين يحتاجون إلى ظروف أكثر سلامة واستقرارا من أجل ممارسة حقهم في التصويت.
نفس التوجه ذهب إليه الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، الذي أبرز أن معدل تكاثر الفيروس لمتحور دلتا يقدر حاليا بـ 8، مشيرا إلى أن الإبقاء على النمط التقليدي للحملة الانتخابية أمر غير وارد، لا سيما وأنه خلال نهاية شهر غشت وبداية شتنبر، لن تسمح الوضعية الوبائية بإقامة مثل هذه الأحداث.
ودعا الباحث إلى الانتقال من النمط التقليدي إلى الرقمنة، أو إذا سمح الوضع الوبائي، إقامة “لقاءات هجينة”، موضحا أن الأمر يتعلق بصيغة لا تتناقض مع إقامة حملة انتخابية فعالة، طالما أن الهدف يتمثل في طرح الأفكار وعرض البرامج ومخاطبة ذكاء الناخبين.
وخلص حمضي إلى القول “لا نعرف حاليا متى سيكون من الممكن إقامة حملة انتخابية تقليدية”، داعيا الأحزاب السياسية إلى التكيف مع الوضعية الوبائية.