إعداد: عبدو المراكشي وجواد مكرم

كان العثور على جثتي سائحتين في جبال الأطلس (إمليل، إقليم الحوز) إحدى أقوى الصدمات التي تلقاها المغرب والمغاربة في 2018. جريمة إرهابية هزّت منطقة إمليل الوديعة وصدمت المغاربة قاطبة. جريمة مروّعة في حقّ سائحتين أجنبيتين (نرويجية دنماركية).


لكنّ هذه الجريمةَ لم تكن وحدها ما طبع السنة التي نودّعها بعد أيام، بل كانت هناك أحداث كثيرة وشمتْ 2018 ووسمتها في ذاكرة المغاربة بالسواد.. ففي 13 أكتوبر، مثلا، وأثناء اعتصام للمكفوفين في مبنى حكومي للمطالبة بالتوظيف، سقط أحدهم من سطح البناية وفارق الحياة؛ في مشهد ساءل الحكومة تجاه وضع الأزمة في قطاع التشغيل عموما، وتشغيل ذوي الاحتياجات بصفة خاصة.

وقبل ذلك بشهر (وتحديدا يوم 25 شتنبر 2018) قُتل شابة جامعية في إطلاق نار على زورق مهاجرين متجه إلى أوربا
في رحلة هجرة غير شرعية. فقد أطلقت عناصر البحرية الملكية النار على الزورق بعد رفض سائقه الامتثال لأمر بالتوقف. سقطت في الحادث فتاة في ريعان شبابها.

كانت سنة مليئة بالأحداث، أحداث موجعة وفي أحسن الأحوال مُضحكة مبكية، كمثال على ذلك واقعة الاغتصاب الجماعي لأتان (حمارة) في سيدي قاسم.. لكنّ الجدية أيضا حضرت في أحداث 2018، وأقرب النماذج عَلى ذلك “المقاطعة” الراقية التي خاضتها فئات واسعة من المغاربة ضد الزيادة في أسعار بعض المواد الأساسية. تابع المغاربة أيضا في 2018 فصول “قصة” يتيم والمدلكة، بين وزيرنا في الشغل وحسناء باريس..

لكنّ “قطار بوقنادل” حصد أرواح مسافرين مسالمين وأعاد ذاكرة المغاربة الجماعية إلى مسلسل الفواجع. وكان لـ”راقي بركان” حضور في أحداث هذه السنة السّوداء بعدما تفجّرت فصول “فتوحاته” الجنسية باسم “الرقية الشرعية”…

شهدت السنة كذلك إصدار حكم بالسجن (12 عاما) في حق الصحافي توفيق بوعشرين، بعد إدانته بارتكاب “اعتداءات جنسية”.

لكنّ كل هذا السّواد، الذي كان آخر حلقاته ما اقترفه الجهلُ المركّب في حق السائحتين، والذي حاولت قوى الظلام أن تصبغ به 2018 لم يمنع من تسجيل بعض المحطات المتميزة والمشعّة. فقبل أسابيع فقط انطلق “البراق” في أولى رحلاته فائق السرعة ليختصر الوقت ويطوي مسافة الرحلة بين القطبين الاقتصاديين طنجة (شمال) والدار البيضاء (غرب) في ساعتين فقط، بدل خمس ساعات.

وقبل أسابيع أيضا (نونبر) انطلقت أشغال مشروع أطول برج في إفريقيا (يبلغ ارتفاعه 250 مترا ويتكون من 55 طابقا).

في 2018 كذلك (6 نونبر) دعا الملك محمد السادس الجزائر إلى “حوار واضح وصريح” حول القضايا الخلافية بين البلدين، مقترحا إطلاق آلية للحوار لتجاوز “الجمود” مع الجزائر.

وكان مشروع قرار دولي قد دعا في وقت سابق (23 أبريل) إلى استئناف مفاوضات الصحراء…

هي محطات طبعت 2018، التي سنودّعها بعد أيام، نطوي صفحتها إلى غير رجعة، متطلّعين إلى سنة أخرى بإشعاع أكثر وفواجع ومواجعَ أقلّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *