*عبد الرحمان تا جي

لم يجد حزب العدالة والتنمية، أي حرج وهو يطرح برنامجه الانتخابي، الذي إستوحى مضامينه، حتى لا نقول “سَطا عليه”، من أوراش مبرمجة ومتوقعة للدولة، من بينها مشاريع مضمنة، في إطار مخطط التسريع الصناعي لوزارة مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، منها ما هو في طور الإنجاز وما هو مبرمج للإنجاز، على غرار تحقيق انتقال 125000 وحدة من الاقتصاد غير المهيكل الى المجال المهيكل، ومواكبة 25000 مقاولة سنويا، وكذا إعداد واعتماد المخطط الوطني للتحول الاقتصادي بهدف تسريع التحول الهيكلي في أفق 2025.

لقد كان حريا بهذا الحزب، عوض تقديم وعود فضفاضة وخيالية في بعض الأحيان، التوجه الى المغاربة وإخبارهم، لماذا لم يفٍ، بوعوده السابقة، وفي مقدمتها، تعهده في مناسبتين بتحقيق معدل نمو في حدود 7 بالمائة، لم يتجاوز طيلة عقد من الزمن، هي المدة التي ترأس خلالها البيجيدي الحكومة، معدل 3 في المائة، مع ما يعنيه ذلك من ضعف صارخ في خلق فرص الشغل، وكذا عجز بنيوي حقيقي، وفشل عميق في توفير الحد الأدنى من الكرامة للمواطنين.

والواقع أنه هناك مثل مغربي بليغ ينطبق، على محاولة البيجيدي، تمويه المواطن والتدليس عليه، عبر توظيف لغة انشائية منمقة في برنامجه الانتخابي، ألا وهو “فاتك الغرس في مارس” .

فهذا الحزب الذي يُصر على إعادة نفس الأسطوانة المشروخة، حول خلق فرص الشغل والانتقال الاقتصادي والرفع من معدل النمو، والرفع من “الدخل الفردي” للمواطن، لم يتمكن أمينه العام حتى من “رفع صوته”، وهو رئيس حكومة، لكي يدافع عن الطبقات الهشة، ويقف في وجه مجموعة من القوانين التي مست قدرتها الشرائية، بفعل الغلاء الفاحش و تجميد الاجور و إيقاف التوظيف.

والحقيقة أن أي برنامج إنتخابي يتوجب عليه، أن يكون مؤسسا على معطيات وتوقعات دقيقة، من إبداع مختصين في مختلف المجالات، وليس مجرد كلام إنشائي يُلقى على عواهنه، بغرض دغدغة عواطف العامة بـ “وعود عرقوبية”، تتوخى فقط إستدرار عواطفهم، واستمالتهم، للحصول على أصواتهم، عن طريق نهج أسلوب إشاعة الفرية وإتباعها بأخرى حتى يتوهم صاحبها قبل ضحيته أنها حقيقة.

ولعل ما ينطبق على حزب “البيجيدي” ينسحب أيضا، على حزب “الأصالة والمعاصرة”، الذي خرج ليخبرنا بأنه سيعمل على “ضمان التنمية للجميع”، “ويا له من إكتشاف عبقري وعظيم” سيغير مجرى التاريخ وربما حتى “مجرى الرياح”.

جملة إنشائية لا معنى سياسي لها أو عمق إقتصادي، بقدر فضحها لأزمة الكفاءات التي يعاني منها، حزب يتوهم تصدر المشهد الانتخابي والفوز برئاسة الحكومة المقبلة…

عجيب !!!!.

وإذا كان ما سبق بذكره يستحق وصفه بالعجب . فإن العجب العجاب الذي صنعه البام و لامبة، هو ما كشف عنه “رشيد الطالبي العلمي” عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للاحرار، لدى إستضافته في برنامج “نقطة إلى السطر”، على القناة الأولى.

لقد فضح الطالبي كل هاته الأحزاب “الكسولة”، التي عوض أن تشتغل وتكد، لعلها تجني ما زرعت عند حلول مواسم الحصاد الانتخابي، اختارت الطريق السهل، عبر ممارسة ” بلية النقيل”، والاعتداء على مجهودات الآخرين، وإعادة استنساخ أهم وأبرز المحاور، التي تضمنها برنامج الحمامة، الذي كان نتاج عمل تشاركي جبار، انطلق منذ سنة 2018، عبر برنامج مسار المدن، 100 يوم 100 مدينة، وساهم في اعداده مواطنون من مختلف جهات ومدن المملكة.

ولعل العبرة في قصة الصرصار والنملة، بليغة في التعبير عن هذا المشهد.

تقول الحكاية، عاد “الصرصور” صاحب المصباح، ليعزف للناخبين سمفونيته القديمة والمملة، حول النمو والرفاه و محاربة الفساد والأشباح والعفاريت والشياطين والتماسيح وكل كائنات “كليلة دمنة”، في وقت إستكانت فيه “النملة الواثقة” في بيتها، متيقنة أن “ما جمعته” من “ثقة وحب المواطنين” عبر كل المدن التي زارتها، كفيل بتبويئها الصدارة خلال الاستحقاقات المقبلة.

أم بخصوص البام الذي يحاول الظهور عنوة عشية الانتخابات كحزب الكادحين، طمعًا في أصواتهم فلا أجد أبلغ مما أهمس به في أذن مول التراكتور وصحبه، غير المثل المغربي القائل:” لي بغى الكراب في الصمايم يتصاحب معاه في الشتا”.

كلامي مع مواليه 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *