*جمال اسطيفي

تعد رياضتا الكراطي والمصارعة من بين الانواع الرياضية القتالية القليلة في المغرب التي تتوفر على مركز تكوين، لكنهما لم تحققا أي شيء في أولمبياد طوكيو، وعادتا تجران اذيال الخيبة، والاسوأ ان هناك تراجعا مهولا..

جامعة الكراطي التي شاركت بالرياضية ابتسام الصاديني في دورة طوكيو، تتوفر على مركز تكوين من طراز عال جدا، فلا يمكن لمن يدخلهذا المركز الذي يوجد على مقربة من ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط إلا أن ينبهر بمرافقه، لكن السؤال الذي يطرح بقوة هو ما الذي جعل الكراطي في مصر والسعودية والأردن يصعد إلى منصة التتويج الاولمبي، بينما لم يتمكن المغرب من ذلك، وهل من المقبول أن يؤهل الكراطي المغربي رياضية واحدة، في الوقت الذي كان مستوى الرياضيين المغاربة متقدما، لكنه تراجع إلى الخلف، بسبب اخطاء في التدبير وفيالاختيارات التقنية، وبسبب سيادة الرأي الواحد، الذي جعل أطرا مغربية تلتحق بدول أخرى من بينها السعودية، ذلك أن مدرب البطل السعودي طارق الحامدي الفائز بفضية الاولمبياد هو المغربي منير اوفقير..

وما هي القيمة المضافة لمركز التكوين إذا لم تتمكن الجامعة من صناعة أبطال بمقدورهم التتويج اولمبيا في رياضة يملك المغرب تقاليد عريقة بخصوصها..

الصاديني مثلا هي حاملة برونزية بطولة العالم، لكنها في الاولمبياد خسرت كل نزالاتها وحلت في المركز الأخير في مجموعتها..

ثمة أشياء غير معقولة في جامعة الكراطي، وقد عرت المشاركة الأولمبية واقع هذه الرياضة التي تحظى بدعم كبير، ويحظى رئيسها بوضع خاص، لكنها في ساعة الامتحان بدا انها خارج النص..

جامعة المصارعة تتوفر بدورها على مركز تكوين بمدينة الجديدة، به بساط اولمبي من طراز رفيع، وسبق لرئيس جامعة المصارعة ان قال إن معايير هذا المركز مستوحاة من معايير مركزي موسكو وبلغراد، لكن بدل أن يساهم هذا المركز في تكوين الابطال، فإن النتائج تراجعتكثيرا..

قد يكون ظالما للمصارعة مقارنتها بالكراطي، لكن  لابد أن تتساءل عن الغاية من إحداث مركز تكوينها، هل الهدف تكوين الأبطال ام انه تحول إلى مركز إيواء، خصوصا ان فريق الدفاع الجديدي وفرق اخرى غيره تقيم به، حيث يدر على الجامعة مداخيل سنوية؟

وأين وصل برنامج صناعة بطل اولمبي الذي قالت الجامعة إن ابطالها يستفيدون منه، بل وماذا فعلت في ما يتعلق ببرنامج دراسة ورياضة؟

لقد اهلت المصارعة رياضيين في دورة لندن 2012، ثم 3 رياضيين في دورة ريو دي جانيرو 2016، قبل أن يتقلص العدد إلى رياضي واحدفي دورة طوكيو، لكن هذا الرياضي الذي كان يمثل تونس سابقا، سيتخلف عن المشاركة في دورة طوكيو، حيث زعم في البداية أنه فقد جوازي سفره، قبل أن يعلن انه اصيب بفيروس كورونا بالدوحة، لتغيب المصارعة رسميا عن دورة طوكيو..

السؤال ما فائدة مركز التكوين إذا كانت المصارعة المغربية عاجزة عن تكوين رياضي واحد بمقدوره المشاركة في الأولمبياد؟ ووفق أي عقدة اهداف تحصل الجامعة التي يترأسها فؤاد مسكوت  على الدعم المالي؟ وهل من المعقول أن تعجز جامعة المصارعة في مدة فاقت العشرسنوات عن تكوين بطل واحد بمواصفات دولية؟.

*ناقد رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *