الرباط – le12.ma
أبرز المحلل السياسي عتيق السعيد إن الخطاب، الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء أمس السبت، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش المجيد، جدد التأكيد على التزام المغرب الصادق، بنهج اليد الممدودة تجاه الجزائر.
وقال الباحث الأكاديمي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “جلالة الملك قدم دعوة صريحة وواضحة كما هو معهود في جلالته، للجزائر مؤكدا مجددا التزام المغرب الصادق، بنهج اليد الممدودة، تجاه أشقائنا في الجزائر، وفاء من بلادنا لروابط الأخوة والدين واللغة وحسن الجوار، التي تجمع، على الدوام، الشعبين الشقيقين”.
وأضاف أن هذا الوعي والإيمان بوحدة المصير، وبالرصيد التاريخي والحضاري المشترك، هو الذي يجعل المملكة بقيادة جلالة الملك تتطلع، بأمل وتفاؤل، للعمل على تحقيق طموحات الشعوب المغاربية الشقيقة، إلى الوحدة والتكامل والاندماج والحرص، بنفس العزم، على مواصلة الجهود الصادقة، من أجل توطيد الأمن والاستقرار، في محيطها الإفريقي والأورو-متوسطي، وخاصة في جوارها المغاربي.
وأبرز المتحدث ذاته أن دعوة جلالة الملك بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار بين المغرب والجزائر، تجسد الحق الطبيعي، والمبدأ القانوني الأصيل، الذي تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك مبادئ معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي.
وبخصوص جائحة كورونا شدد المحلل السياسي على أن المغرب وضع استراتيجية استباقية واستشرافية للحد من تأثير الجائحة على القطاعات الحيوية وعلى المشاريع والأنشطة الاقتصادية، وكذا الأوضاع المادية والاجتماعية، للكثير من المواطنين، معتبرا أنه بالرغم من كل الإكراهات، استطاع المغرب بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك وضع هندسة شاملة ومتعددة الأبعاد للمجال الاجتماعي، شهدت انطلاق سلسلة من الأوراش والمبادرات الاجتماعية، في مقدمتها إحداث الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة وباء كورونا.
وسجل الباحث الأكاديمي أن جلالة الملك وضع خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد، من خلال دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة المتضررة، والحفاظ على مناصب الشغل، وعلى القدرة الشرائية للأسر، بتقديم مساعدات مادية مباشرة ساهمت في خلق توازن مالي واجتماعي في بنيات ومكونات فئات المجتمع.
وخلص إلى أن الخطاب الملكي أكد اعتزاز المغرب، ملكا وشعبا، بالنجاح المميز في معركة الحصول على اللقاح، التي لم تكن يسيرة لاسيما في سياق طلب وحاجة عالمية مكثفة، مشيرا إلى أن هذا الورش الإنساني يندرج في إطار إيمان جلالته بأن السيادة الصحية عنصر أساسي في تحقيق الأمن الاستراتيجي للبلاد.