طوكيو-جمال اسطيفي

ما الذي يجعل دولا صغيرة كبورمودا وفيجي وكوسوفو وسان مارينو وإستونيا وسلوفينيا تدخل سبورة الميداليات الأولمبية في دورة طوكيو، بينما المغرب مازال في غرفة الانتظار يعلق آماله على عداء 3000 متر موانع سفيان البقالي..

ليس ذلك فحسب، بل إن دولا عربية كتونس ومصر والأردن والكويت وأخرى إفريقية كجنوب إفريقيا والكوت ديفوار دخلت سبورة الميداليات..

أين المغرب من سباق التتويج الأولمبي؟

لابد ان نتفق ان النتائج كانت متوقعة، فرياضتنا دخلت في سبات عميق، فآخر تتويج بالذهب كان في دورة أثينا 2004 مع البطل هشام الكروج الذي فاز بذهبيتي 1500 متر و5000 متر، ومازال إلى يومنا هذا يحتفظ بالرقم القياسي العالمي لمسافة 1500 متر،  واما ما اعقب دورة اليونان فقد كان عبارة عن مسلسل طويل من الخيبات، حيث حصل المغرب على ميداليتين؛ فضية وبرونزية في بكين 2008 بواسطة حسناء بنحسي وجواد غريب، وبرونزية لعبد العاطي إيكيدير في دورة 2012 بلندن، ثم برونزية للملاكم محمد ربيعي في دورة ريو دي جانيرو 2016..

من المسؤول عن هذا التردي؟

المسؤول الاول هي الدولة التي لم تضع اي سياسة حكومية لصناعة الأبطال كما يحدث في العديد من الدول، فهي تكتفي بضخ المال، في غياب أي خارطة طريق او رؤية واضحة، والدليل انه رغم الأموال التي خصصها الملك في إطار برنامج رياضيي الصفوة فإن لا شيء تحقق..

اكثر من ذلك فقد جاءت إلى الرياضة موجة من رؤساء الجامعات الذين يرتبط بعضهم بعلاقات مع جهات نافذة، وهكذا اصبح الرهان هو تنظيم الأحداث الرياضية والحصول على الدعم وتوفير الفرصة لبعض الشركات المنعم عليها لتستفيد من غلة التنظيم، اما الرهان الرياضي فقد اصبح مغيبا، بل إن هناك من اصبح يروج ان العاب القوى المغربية كانت تحقق النتائج في السابق لان المنشطات كانت حاضرة بقوة..

وهذا في الواقع ليس صحيحا، فمن صنعوا تاريخ العاب القوى بالأمس هم ابطال حقيقيون بداية من عبد السلام الراضي مرورا بنوال المتوكل وسعيد عويطة وابراهيم بوطيب وصولا عند هشام الكروج..

لكن هؤلاء المكلفين بمهمة  خلط الاوراق ليست لهم الجرأة ليتساءلوا ما هي النتائج التي حققها أحيزون منذ توليه رئاسة الجامعة التي قضى على رأسها حتى اليوم 15 سنة..

بموازاة ذلك هل من المعقول الا يكون لدينا أبطال بوفرة في العاب القوى والملاكمة والتيكواندو والجيدو والمصارعة، وهل من المقبول أن تغيب الرياضات الجماعية عن المحفل الاولمبي؟

وما الذي يجعل التيكواندو المصري او الاردني او الايفواري متقدما اولمبيا على التيكواندو المغربي؟

ولماذا تحصل تونس على ميداليات أولمبية في السباحة، بينما يكتفي السباحون المغاربة بالمشاركة ببطاقة دعوة؟

لابد ان نشير أيضا إلى أن الهم الاول لمجموعة من مسؤولي الجامعات أصبح هو الحصول على عضوية الاتحادات القارية واللجان الدولية، بالنظر لما تدره عليهم من منافع شخصية كبيرة، حيث التعويضات دسمة، وحيث لعبة الكولسة حول المناصب.

فهل يمكن في ظل هذا الوضع، وفي غياب لأي محاسبة حقيقية، أن تتحقق النتائج وان يكون الاهتمام بالتكوين وبصناعة البطل..

إن الرياضة غائبة عن دائرة اهتمام صناع القرار، يكفي ان الوزراء الذين تولوا مهمة حقيبة الشباب والرياضة بدون رؤية، هذا دون الحديث عن التغييرات الكثيرة التي طالت وزراء هذا القطاع..

ولتعرفوا أهمية الرياضة لدى الدولة لابد ان تعودوا إلى تقرير النموذج التنموي، فهي في هامش الهامش..

وإذا اضفنا إلى كل ذلك أن مال الرياضة سايب يمكن ان نفهم جزءا من صورة التردي الذي تعرفه الرياضة المغربية بشكل عام.. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *