*الدكتور إدريس الكنبوري

رجل السياسة دائما يزن علاقاته مع الآخرين بميزان الربح والخسران.

وإذا كان يقال إن السلطة مفسدة فالسياسة مفسدة في ذاتها، فلا تكاد تجد شخصا يمارس السياسة لا يغلب المصلحة في علاقاته.

من هنا دخلت المفسدة إلى بيت الإسلاميين فتحولت أخلاق التجرد إلى أخلاق التسيس، إذ لم تعد الأخلاق لازمة بل صارت متعدية، تقاس بماتؤدي إليه من مردود.

الفلاسفة الماديون في الغرب نحتوا مصطلحًا يلخص كل هذه الثرثرة في كلمة واحدة وهي : البراغماتيزم.

والبراغماتية لا تعني علاقة النفع بل علاقة الانتفاع، إنها الرؤية المادية إلى العالم.

لذلك إكتسحت القيم الغربية السلبية شبكة القيم الاجتماعية في مجتمعاتنا.

وفي الوقت الذي نهلل فيه للقيم الإسلامية، فإن القيم التي نستهلكها عمليا هي القيم الغربية.

من هنا ولدت إزدواجية القيم عندنا، واحدة نبشر بها، وأخرى نعيش بها، لذلك ينفض الناس من حولنا، لأنهم لا ينظرون إلى ما نبشر به، بل يركزون على ما نعيش به.

*مفكر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *