طوكيو: جمال اسطيفي

 

السفر إلى العاصمة اليابانية طوكيو ليس سهلا، فالمسافة طويلة جدًا، لكن إغراء متابعة الألعاب الأولمبية؛ أهم حدث رياضي في العالم يذيب كل الصعاب..

جاء موعد الرحلة متزامنا مع يوم عيد الأضحى، كنت وزملائي الذين شدوا معي الرحال نمني النفس أن يكون العيد في 20 يوليوز الجاري، لكن القدر شاء أن يكون يومًا بعد ذلك، أي في نفس الموعد المحدد سفرنا إلى طوكيو..

بدا عيد الأضحى لهذه السنة مختلفًا ، لقد كان عيدًا فوق السحاب..!!

وصلنا إلى مطار محمد الخامس، حيث كان علينا أن نبدأ إجراءات السفر، وضمنها ملأ استمارة تطبيق خاص تفرضه السلطات اليابانية على المسافرين الذين سيشدون الرحال إلى هذا البلد.

 يرتبط التطبيق على وجه الخصوص بجائحة كورونا التي تجوب الدول والقارات..

مضت الإجراءات في مطار محمد الخامس بسلاسة، كما أن حركة المسافرين لم تكن كثيفة، فكورونا غيرت تضاريس السفر..

في نقطة المراقبة الأخيرة، استوقفني رجل أمن في غاية الرقي و الأدب..

لم يكد يتعرف علينا حتى تفجر شلال الأسئلة من فمه، فالرجل من مدينة القنيطرة و عاشق للكاك، فريق كرة القدم الذي نزل إلى قسم الهواة، والذي ترك نزوله غصة في قلوب مشجعي الكرة، ليس في القنيطرة فقط، بل في كل أنحاء المملكة..

ظل يتساءل عن الأسباب الحقيقية للنزول، وهل يتعلق الأمر بمؤامرة..!؟

اختصرت له كل شيء في عبارة الخديعة التي تعرضت لها  مكونات الكاك ومعهم الرأي العام، قبل أن أودعه وأنا أشاركه التمني الصادق بأن يعود الكاك أقوى..

دلفنا إلى جوف الطائرة، حيث كان علينا أن نبدأ مسلسل الطيران الطويل، في الوقت الذي كان فيه بعض الرفاق يمازحون بعضهم بالحديث عن بولفاف وأضحية العيد..

حلقت بنا الطائرة لثماني ساعات من الدار البيضاء إلى دبي، و كان علينا بعد ساعة ونصف فقط أن نبدأ رحلة ثانية مدتها تقارب الإحدى عشر ساعة تمتد من دبي إلى طوكيو..

في مطار دبي سأعيش على وقع المفاجأة، فبينما أنا أتهب لدخول البوابة c13، سألتقي بالصدفة بصديق قديم، فرقت بيني وبينه سبل ومشاغل الحياة..

لم يدم اللقاء بمقهى سطار باكس بمطار دبي أكثر من 15 دقيقة، قبل أن يقطعه النداء الأخير للصعود إلى الطائرة المتجهة إلى طوكيو..

ما يقارب 19 ساعة ونحن معلقون في السماء، قبل أن يعلن ربان الطائرة وصولنا إلى طوكيو، حيث ستبدأ رحلة أخرى دشنت بإعلان ربان الطائرة أن على المسافرين الذين جاؤوا إلى طوكيو من أجل الألعاب الأولمبية أن يبقوا جالسين إلى حين، في الوقت الذي نزل فيه المسافرون اليابانيون والأشخاص الذين يتوفرون على بطاقة إقامة باليابان.

*ناقد رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *