*عبد الواحد درويش

عندما كان سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يجيب مساء أمس عن  أسئلة الصحفيين في برنامج “مواجهة للإقناع” على قناة “ميدي1″، وذلك في سياق عرض حصيلة الحكومة وآفاق مشاركة الحزب “الإسلامي” في الاستحقاقات الانتخابية العامة المرتقبة في غضون أسابيع قليلة، كان قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، بصدد ترأس اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن والتوقيع على قرارات رئاسية، إستناذا على الفصل 80 من الدستور، يتم بموجبها تجميد عمل مجلس نواب الشعب لمدة 30 يوما ورفع الحصانة عن أعضاءه وتعيين حكومة جديدة يرأسها رئيس جديد يعينه رئيس الدولة.

منذ أيام، ضاق الشعب التونسي درعا من حكومات وطبقة سياسية فاشلة جاءت بها رياح ما يسمى بـ”الربيع العربي” والذي انطلقت شرارته الأولى من تونس في 2011.

منذ أيام كذلك، بدأت تظاهرات احتجاجية تحاصر مقرات حزب النهضة “الإسلامي” الذي يرأسه راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب. وهذه المظاهرات هي تعبير من فئات واسعة من الشعب التونسي عن غضبهم من تدني الأوضاع الإجتماعية، وخاصة منها الصحية، والتي دأبت على تدبيرها بشكل سيء للغاية حكومات محسوبة في غالبيتها على صف حزب النهضة “الإسلامي”.

الأوضاع الحالية في تونس وتطوراتها المستقبلية ستنعكس بطبيعة الحال على الأوضاع  بالعديد من بلدان شمال إفريقيا.. ويبدو أن هناك قناعة تترسخ لدى غالبية فئات عريضة من شعوب المنطقة، وخاصة منهم الشباب، بأنه قد حان وقت إغلاق قوس ما يسمى بـ”الربيع العربي” الذي، بعد 10 سنوات، لم يخلف سوى الدمار والخراب والمآسي.

*ناشط حقوقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *