le12.ma

احتجّ مئات اللبنانيين وسط بيروت، اليوم الأحد، على تردي الأوضاع المعيشية ورفضا للواقع السياسي، في تحرك جاءت الدعوات إلى المشاركة فيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتجمع المتظاهرون في “ساحة الشهداء”، في وسط العاصمة اللبنانية، على غرار احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا، بعد قرابة أسبوع على انطلاق دعوات للاحتجاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما لم يتبن أي طرف سياسي الدعوة إلى هذه الاحتجاجات، التي يقول المشاركون فيها إنهم تحرّكوا من تلقاء أنفسهم.

وردد المتظاهرون، الذين ارتدى بعضهم سترات صفراء، تيمّنا بحركات “السترات الصفراء” في فرنسا، شعارات ورفعوا لافتات تطالب بـ”إسقاط النظام” وبـ”مكافحة الفساد” و”إقرار قانون استرداد الأموال المنهوبة”، فيما رفع أحد المتظاهرين لافتة طالب فيها بـ”الإسراع في تشكيل الحكومة” ورُفعت أخرى تدعو إلى “إسقاط الحكومة”.

ويشهد لبنان أزمة سياسية حادة تحول دون تشكيل حكومة جديدة، بعد تحوّل الحكومة الحالية إلى “حكومة تصريف الأعمال” على أثر إجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد في ماي الماضي.

وتحرك المتظاهرون من ساحة الشهداء، في اتجاه “ساحة رياض الصلح”، المجاورة، الواقعة على بعد أمتار قليلة من “السراي” الحكومي ومقر مجلس النواب.

وردد المحتجون أغنية قديمة للفنان الراحل حسن علاء الدين، المعروف بلقب “شوشو”، تقول كلماتها “شحادين يا بلدنا، قالوا عنا شحادين… جوعانين يا بلدنا وما عنا رز ولا طحينْ”.

وتجمّع شبان على مقربة من تمثال رياض الصلح، أحد رموز استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، للحديث عن الحركة الاحتجاجية، وسط جدال حول جدوى البقاء في الشارع والشكوى من الشعارات “العشوائية” وعدم مشاركة الأحزاب في التحرك.

ولم تشهد الاحتجاجات أيّ أعمال عنف، في ما عدا قيام بعض الشبان برشق القوى الأمنية، التي انتشرت لحماية مقري البرلمان والحكومة، بعبوات المياه البلاستيكية، ما استدعى تدخلا سريعا من قبل عدد من المتظاهرين الآخرين لاحتواء الموقف ومنع تطوّره إلى مواجهات كتلك التي شهدتها بعض المظاهرات المتصلة بالحراك المدني، والتي استخدمت خلالها القوى الأمنية في السابق قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين.

ورغم ذلك تصاعدت حالة “الغضب” لدى الكثير من المتظاهرين بعد عند وصولهم إلى ساحة رياض الصلح، حيث ردد بعضهم هتاف “ثورة… ثورة”.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية إن المتظاهرين أحرقوا عددا من مستودعات النفايات، في علامة على احتجاجهم على عدم حلّ “أزمة القمامة”، التي اندلعت بسببها تظاهرات قبل عامين تقريبا. وأشارت الوكالة إلى أن الاحتجاجات أسفرت عن مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الجيش، التي سعت إلى فتح الطرق التي أغلقها المحتجّون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *