ت ت
كشفت مصادر حزبية مطلعة، أن أعضاء بالحزب الإشتراكي الموحد، خاصة منهم المنتمين إلى تيار “اليسار الوحدوي”، دشنوا تعبئة حاشدة، من أجل الدعوة إلى إنعقاد مجلس وطني، في أفق تنظيم مؤتمر إستثنائي شهر يوليوز القادم، في الدار البيضاء، للبت في إجراءات الإندماج مع أحزاب فيدرالية اليسار، وكذا تدبير ما سيترتب عن العملية الإندماجية من تبعات، وخصوصا حل الحزب الإشتراكي الموحد، وعزل نبيلة منيب من الأمانة العامة لهذا الأخير.
ويقود التيار المذكور، مجموعة من القياديين، أبرزهم محمد الساسي ومحمد حفيظ، والنائب البرلماني عن فدرالية اليسار مصطفى الشناوي، إضافة إلى محمد مجاهد، الأمين العام السابق للحزب.
وكشف مصدر من داخل الحزب الإشتراكي الموحد، للجريدة الإلكترونية le12.ma، “أن الرفاق ملوا من الطريقة التي تنهجها “نبيلة منيب” في تدبير شؤون الحزب والفدرالية، وإصرارها على الإستفراد بجميع القرارات، بشكل غير مقبول”.
وأضاف المصدر عينه، “أن مناضلي الحزب، عقدوا العزم هاته المرة، على وضع حد لهاته الممارسات، وأن ذلك لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال تحقيق إندماج ووحدة كاملة، مع باقي مكونات فيدرالية اليسار، التي ظلت تعيش حالة من الجمود، بسبب رفض منسقتها نبيلة منيب، تفعيل عملية الوحدة والأندماج، لأسباب لا يعلمها أحد غيرها”.
وأرود المصدر نفسه، “أنه آن الأوان لكي تتوارى منيب إلى الخلف، وتفسح لباقي القيادات اليسارية، لكي يتولوا قيادة التنظيم، والإتجاه بمشروع الحزب اليساري الكبير صوب الأمام”.
وجاء في الأرضية التأسيسية للتيار، التي توصلت le12.ma- عربية بنسخة منها، أن “بعض الرفاق يضعون اشتراطات غامضة للاندماج، أي “لا اندماج قبل إنضاج الشروط”؛ لكن عند التساؤل عن ماهية هذه الشروط تقدم قائمة طويلة من الاشتراطات تضاف إليها كل يوم اشتراطات جديدة دون إجلاء الغموض المحيط بهذه الاشتراطات، كما لا يتم الحديث عن المدى الزمني الذي يكفي لتحقيق فحواها، ولا تحديد نوع العلاقات القائمة بين ما يجري الآن في حظيرة هياكل الفيدرالية (ندوات، جامعات، لجان) وما يجب أن يجري حسب منطق رافعي لواء تلك الاشتراطات ولا علاقتها بما تَّم الاتفاق عليه في المؤتمر الوطني وفي اجتماعات الهيئتين التنفيذية والتقريرية للفيدرالية.”
وأضافت الأرضية “أن تأسيس هذا التيار جاء بعد إستشعار عدد من مناضلي ومناضلات الحزب ضرورة تكوين تيار جديد، جوابا على مظاهر وأوضاع قائمة في الحزب الاشتراكي الموحد، ومن أجل العمل الجماعي الجاد والهادئ حتى لا تعصف هذه الأوضاع برصيد الحزب في هذه المرحلة الدقيقة، ومن أجل تجنب مصير درامي بدأت ملامحه تتراءى لكل ذي نظر متفطن وحواس يقظة.”
وأوضحت الأرضية التأسيسية “أن ملامح هذه الأوضاع يمكن إجمالها في وجود أرضية صادق عليها المؤتمر الوطني ويجري، عمليا تطبيق أرضية أخرى، فقد صوت المؤتمر الوطني على أرضية الأفق الجديد التي حازت 80 في المائة من الأصوات، ولكننا نلاحظ في الواقع العملي -يضيف أصحاب الأرضية- أن المضامين التي يجري تصريفها، في الخطاب والممارسة، هي تلك التي وردت، صراحة أو ضمنا، في أرضية تيار اليسار المواطن والمناصفة والتي حازت 16 في المائة من الأصوات”.
وكانت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، قد قررت مساء أمس، الانسحاب من تحالف فدرالية اليسار الديمقراطي، على بعد أسابيع قليلة من الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وأوردت مصادر إعلامية متطابقة، أن نبيل منيب “توجهت يوم أمس إلى مقر وزارة الداخلية بالرباط، وسحبت توقيع حزبها من الاتفاق المشترك لخوض غمار الانتخابات في اطار التحالف الذي يجمع ثلاثة أحزاب، وهي: الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي حزب المؤتمر الوطني الاتحادي.”