*ذ. خالد الأصفر

عندما تحاول أن تعرف بشكل دقيق كل المصطلحات التي يتم إعمالها من طرف ممتهني السياسة، تتوقف كثيرا عند الكثير من المصطلحات الرنانة والتي تجعل الواقع جنة …

إن المحددات الأساسية لكل مصطلح على حدا يبدو صعب الشرح والتحديد بالنظر إلى تداخل الكثير من المؤثرات والعناصر والتي تتطور بتطور الواقع والتفكير المنهجي لصياغة أي مصطلح يقود المراحل المختلفة لتطور المجتمع السياسي، وبالتوازي مع ذلك كل المؤثرات الأخرى التي تتداخل مع ما ذكر أعلاه بشكل آلي ومنسجم في بعض الأحيان وبشكل قد يصل إلى التنافر أحايين أخرى…

لكن يبقى المصطلح السياسي، رغم ما كتب حوله ورغم ما تم تفكيكه ومحاولة قراءته وتحليله بأشكال مختلفة دون الخروج عن السياق السياسي، فإن واقع الحال يجعل هذا المصطلح أكثر تطورا ويبقى في وقتنا الراهن يحتاج إلى إعادة القراءة من جديد ، لكن بتجاوز كل الصياغات المختلفة سواء الغربية التي عملت على نحث هذا المصطلح بناءا على العناصر المؤثرة إبان عصر النهضة الأوربية، وقبل ذلك من طرف فلاسفة روما واليونان …

إن الحضارة الغربية عمدت إلى إنتاج الكثير من المصطلحات المختلفة الوصف والسياق ، حيث أن الهندسة الإستراتيجية للعديد من المصطلحات لا تأتي وليدة الصدفة بالنظر إلى ما تمليه السياسة الغربية من أفق متفق حولها …

حيث أن سيرورة قيادة العالم في إطار التدبير الدوري …

وحيث أن الحرب المصطنعة ما هي إلا وسيلة تنتهي إليها بداية وصف المصطلح المغلف بكثير من السياقات، لتدق طبول الحرب كإعلان على نهاية المصطلح والتفكير في برمجة المصطلحات الأخرى المهيأة مسبقا للتداول السياسي ثم الإعلامي ليواكبها اللغط الهرطقي المتناغم مع الاصطفاف العام المتفق حول أبجدية سيرورته كإجبار وإكراه يخضع له كل من يدخل إلى شرنقة ما يسمى الدولة المدنية أو الحديثة أو التكتلات التي أصبحت متجاوزة بما أفرزته التأثيرات العميقة لكورونا…

هذه الأخيرة أنتجت الكثير من المصطلحات التي أثارت نقاشات واختلافا على مستوى التنزيل ثم التداول…

وما يدعو إلى التفكير والنقاش، هو كيف يمكن التهييء لمصطلح ما ويتم أيضا الإعلان على نهايته منذ البداية، يفيد ذلك بشكل آلي أن المصطلح بغض النظر على ما يطرحه هذا الأخير من نقاش وتضارب وجدب وتدافع، إلا أن الفكرة الأساسية هو أن سياق المصطلح و إنتاجه يبدو أنه مؤطرا بشكل سياسي أولا ثم أن المخططات المختلفة الناظمة لعالمنا المعاصر تأخذ هذا السياق، حيث أن الطبيعة بشكل متوازي تأخذ دورة حياة، و إلا انه لا يمكن لشيء من هذا القبيل أن يسير وفقا لنمط الهندسة الإستراتيجية …

حيث أن هاته القراءات ما هي إلا دراسات تم طرحها من قبل علماء الفيزياء أو الجغرافيا أو بشكل أكثر دقة مهندسي الاستراتيجيات المستقبلية الذين يتم فهم كل الدراسات التي يتم طرحها لكي يعمل على اعمالها على مستوى كواليس التدبير الاستراتيجي دون أن يتم إعلانها أو على الاهتمام بها لبلورة فكر يخدم الموارد البشرية والتنمية المستديمة بشكل عام…

إن سياق فهم المصطلح يطرح أكثر من سؤال ؟؟؟

هل الدولة تعي فعلا قيمة السياسات الإستراتيجية ومدى أهميتها لخدمة المجتمع…؟

هل الدولة تفكر فعلا في إنتاج سياسات تخدم التنمية المستديمة؟.

هل يعي المجتمع خاصة النخب المؤثرة قيمة هذه السياسات…؟

هل الساسة لديهم من الكفاءة ما يجعلهم يفكرون في آليات تنفيذ سياسات من هذا النوع…؟؟؟

هل السياسة التعليمية خاصة على مستوى البحوث العلمية تفكر في تنفيذ غزارة الإنتاج النمطي في هكذا سياسات…؟؟؟

هل نحن مدركين أن سبب تأخرنا على قطار العالم بسنوات ضوئية وأننا فقط أبواق صوتية لم تستطيع تجاوز النقد المرتجل…؟؟؟

فعلا إنها أسئلة تبدو بسيطة الطرح عميقة النقاش، وشجاعة فيمن له القدرة على بلورتها متجاوزا صورة السياسي الهرطقي الذي تجاوزه الزمن ، حيث أننا في عصر متغير يتقاطع مع ما هو كلاسيكي يقزم دور التفكير وإعمال العقل والأخلاق في تطوير المجتمع من خلال تدويب كل الأفكار المؤسسة لمنهجية القيادات المركزة في زعيم واحد …

حيث أن التشاركية على مستوى الأفكار ثم القرار إنما هي السبيل للقطع مع كل النماذج المهترئة…

إنه فعلا مصطلح بسيط قد يخدم زمن وفكرة معينة يؤمن بها منتبها لكي تؤدي إلى نتائج إيجابية بالنظر إلى ما تم طرحه مسبقا من طرفي مهندسي المصطلح…

الأمثلة كثيرة بداية بالتفكير الفلسفي وطرح الأسئلة إلى ما وصلنا إليه من مصلحات جديدة انتجتها جبرا وسائل التواصل الاجتماعي… على سبيل المثال لا الحصر انترنت ، فيسبوك واتساب يوتوب، طوندونس، روتيني اليومي ، كلاشات ، ليفان ،…..

انه تطور المصطلح، إذا رجعنا إلى نوعية المصطلح وعمدنا الى تفكيكه وقراءته سنجد أن أغلبية المصطلحات ذات إنتاج غربي ونعمد بشكل  على استهلاكها دون معرفة او محاولة التعرف على شكل إنتاجها وأهدافها وآثارها على بيئتنا ومجتمعنا ثم بشكل أكثر دقة على هويتنا وعلى مدى تأثيرها على مستوى تفكيرنا وعلاقتنا الاجتماعية ومستوى التواصل اليومي….

إن الموضوع جد متشعب وكل طرح يدعونا بالضرورة إلى مناقشة ما تم فرزه عند محاولة التطرق بشكل عام للمصطلح إلا أن الغوص فيه على مستوى أفكار مختلفة يدعونا بالضرورة إلى التوقف وليس السير في مناقشة أفكار أخرى مرتبطة بالموضوع حيث سيجعلنا هكذا تعاطي إلى توسيع الموضوع في بحوث أخرى…

لكن واقع الحال يجعلنا نتوقف فقط عند محددات المصطلح التي لم يعي بعد نخبنا المختلفة قيمة المصطلح التنموي ..

 أن الوعي بين الأمس واليوم مختلف وأن الإنتاج والتعاطي مع المصطلحات يتعين أن يأخذ بعين الاعتبار تطور التكنولوجيا ومدى تأثير الأفكار المختلفة المطروحة بشكل موسع على منصات مختلفة ووفقا لتصورات نمطية بناءا على هندسة فكرية لمنتجي المصطلح بشكل عام.

*محام بهيئة القنيطرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *