le12.ma

انتزعت محتجّو “السترات الزرقاء” زيادة في الرواتب تتراوح بين 120 و150 أورو شهريا، لكنهم رغم ذلك هددوا الرئيس الفرنسي بأنهم سيواصلون الاحتجاج إذا لم يستمع إلى مطالبهم، خصوصا في ما يتعلق بالاقتطاع من الميزانية الأمنية.

وبعد خمسة أسابيع من احتجاجات “السترات الصفراء” انضمّت إلى صفوف المحتجّين أصحاب “السترات الزرقاء”، أي عناصر الشرطة الفرنسية.

وقد استمرت احتجاجات “السترات الزرقاء” يومين، لكنها توقفت بعد أن توصلت نقابة العاملين في الشرطة إلى اتفاق مع الحكومة الفرنسية بوقف الإضراب، الذي شمل إغلاق مراكز الشرطة في بعض المناطق، باستثناء الحالات الطارئة.

وقد احتجّ رجال الشرطة على الإرهاق والإنهاك وساعات الدوريات الطويلة، إضافة إلى العجز المستمر في الاستثمار الحكومي في التجهيزات، التي أوصلت دوائر الشرطة إلى “حافة الانهيار”، بحسب القائمين عليها.

وقد نظمت الشرطة “خططا” نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر مساء أمس الخميس أمام مركز الشرطة في شارع الإليزي، وهو المكان نفسه الذي واجهوا فيه محتجّي “السترات الصفراء”.

وقد انخرط في احتجاجات “السترات الزرقاء” السلمية نحو 80 عنصرا من الشرطة عبّروا عن “غضبهم”، بينما شارك معهم بعض محتجي “السترات الصفراء” تضامنا منهم مع احتجاجات الشرطة.

وكان قد عُثر على شرطية ضمن “مجموعة الشرطة الغاضبة” ميتة في شقتها بشبهة الانتحار في الشهر الماضي، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية. أما نقابة رجال الشرطة فعزت الانتحار بين عناصر الشرطة إلى “ظروف العمل”، إذ ارتفعت معدّلات الانتحار بين عناصر الشرطة بنسبة 36%، مقارنة بمعدلات الانتحار بين الناس العاديين، وفقا لتقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي.

وفي 2018 فقط انتحر 30 شرطيا، أطلق معظمهم النار على أنفسهم من مسدساتهم الوظيفية، وانتحر آخرهم في حديقة مكتب رئيس الوزراء في نونبر الماضي.

وفي هذا الإطار، تعهد كريستوف كاستنير، وزير الداخلية، بـ”تحسين الظروف”، مشيرا إلى أن الأولوية ستكون للتجهيزات والمباني، وأقرّ بأنه من غير الجائز استمرار الظروف غير المقبولة لهم، في إشارة إلى عدم تعويضهم ماديا مقابل ساعات العمل الإضافية.

وقد اتفقت الحكومة مع نقابة رجال الشرطة على تأجيل المطالبة بالتعويضات وتحديد ساعات العمل إلى يناير المقبل، مع العلم أن قيمة ساعات العمل الإضافية غير المدفوعة تصل، بحسب النقابة، إلى نحو 275 مليون أورو.

كما تضمّن الاتفاق زيادة في رواتب الشرطة بحوالي 120 أورو للأفراد و150 أورو للضباط، كما ستكون هناك مكافآت وعلاوات للإداريين والفنيين تصل إلى 300 أورو.

وقال رجال الشرطة إن النقطة التي أفاضت الكأس هي مواجهة احتجاجات “السترات الصفراء” في المدن والأرياف ومطاردة الإرهابي الذي شن هجوم ستراسبورغ في الأسبوع الماضي.

وكانت الشرطة الفرنسية قد واجهت، للأسبوع الخامس على التوالي، احتجاجات “السترات الصفراء”، التي قتل خلالها 9 أشخاص حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *