تقي الدين تاجي
طرح تيار اليسار الوحدوي، داخل حزب الإشتراكي الموحد، أرضيته التأسيسية التي جمعت إلى حدود صباح اليوم، 23 يونيو 2021، ما يناهز 87 توقيعا، ويرتقب تضاعف هذا الرقم، خلال الساعات القليلة المقبلة.
ويقود التيار المذكور، مجموعة من القياديين، أبرزهم محمد الساسي ومحمد حفيظ، والنائب البرلماني عن فدرالية اليسار مصطفى الشناوي، إضافة إلى محمد مجاهد، الأمين العام السابق للحزب.
وكشف مصدر من داخل الحزب الإشتراكي الموحد، للجريدة الإلكترونية le12.ma، “أن الرفاق ملوا من الطريقة التي تنهجها “نبيلة منيب” في تدبير شؤون الحزب والفدرالية، وإصرارها على الإستفراد بجميع القرارات، بشكل غير مقبول”.
وأضاف المصدر عينه، “أن مناضلي الحزب، عقدوا العزم هاته المرة، على وضع حد لهاته الممارسات، وأن ذلك لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال تحقيق إندماج ووحدة كاملة، مع باقي مكونات فيدرالية اليسار، التي ظلت تعيش حالة من الجمود، بسبب رفض منسقتها نبيلة منيب، تفعيل عملية الوحدة والأندماج، لأسباب لا يعلمها أحد غيرها”.
وأرود المصدر نفسه، “أنه آن الأوان لكي تتوارى منيب إلى الخلف، وتفسح لباقي القيادات اليسارية، لكي يتولوا قيادة التنظيم، والإتجاه بمشروع الحزب اليساري الكبير صوب الأمام”.
وجاء في الأرضية التأسيسية للتيار، التي توصلت le12.ma- عربية بنسخة منها، أن “بعض الرفاق يضعون اشتراطات غامضة للاندماج، أي “لا اندماج قبل إنضاج الشروط”؛ لكن عند التساؤل عن ماهية هذه الشروط تقدم قائمة طويلة من الاشتراطات تضاف إليها كل يوم اشتراطات جديدة دون إجلاء الغموض المحيط بهذه الاشتراطات، كما لا يتم الحديث عن المدى الزمني الذي يكفي لتحقيق فحواها، ولا تحديد نوع العلاقات القائمة بين ما يجري الآن في حظيرة هياكل الفيدرالية (ندوات، جامعات، لجان) وما يجب أن يجري حسب منطق رافعي لواء تلك الاشتراطات ولا علاقتها بما تَّم الاتفاق عليه في المؤتمر الوطني وفي اجتماعات الهيئتين التنفيذية والتقريرية للفيدرالية.”
وأضافت الأرضية “أن تأسيس هذا التيار جاء بعد استشعار عدد من مناضلي ومناضلات الحزب ضرورة تكوين تيار جديد، جوابا على مظاهر وأوضاع قائمة في الحزب الاشتراكي الموحد، ومن أجل العمل الجماعي الجاد والهادئ حتى لا تعصف هذه الأوضاع برصيد الحزب في هذه المرحلة الدقيقة، ومن أجل تجنب مصير درامي بدأت ملامحه تتراءى لكل ذي نظر متفطن وحواس يقظة.”
وأوضحت الأرضية التأسيسية “أن ملامح هذه الأوضاع يمكن إجمالها في وجود أرضية صادق عليها المؤتمر الوطني ويجري، عمليا تطبيق أرضية أخرى، فقد صوت المؤتمر الوطني على أرضية الأفق الجديد التي حازت 80 في المائة من الأصوات، ولكننا نلاحظ في الواقع العملي -يضيف أصحاب الأرضية- أن المضامين التي يجري تصريفها، في الخطاب والممارسة، هي تلك التي وردت، صراحة أو ضمنا، في أرضية تيار اليسار المواطن والمناصفة والتي حازت 16 في المائة من الأصوات”.
وزاد تيار “اليسار الوحدوي” “أن المؤتمر حسم الأمر وكان يتعين اعتماد المقاربة التي تبنتها الأرضية التي حظيت بتصويت أغلبية المؤتمرين بين الأرضيتين في موضوع الاندماج؛ موضحا بأن هناك اختلافا في موضوع الاندماج، فهناك أرضية تدعو إلى “التريث” في مواجهة ما تعتبره رغبة في الاندماج الفوري، وهناك أرضية تدعو إلى تسريع وتيرة العمل المفضي إلى الاندماج، وهناك أرضية تتبنى فكرة الاندماج “النابع من القواعد”، وتطالب “بالعودة إلى هذه القواعد” من أجل الانطلاق من الصفر تقريبا، وهناك أرضية توكل إلى الهيئتين التنفيذية والتقريرية أمر إتمام البرنامج المسطر، وذلك من منطلق أن القواعد المتحدث عنها، قد انتخبت المؤتمرين الذين قرروا بإرادتهم الكاملة، في مؤتمرات الأحزاب الثالثة، تكليف هياكل الفيدرالية بضبط خطوات الاندماج.”
كما أثارت الأرضية، موضوع “تجاهل مؤسسة المؤتمر الوطني في الحديث عن المؤسسات، فهناك من يعتبر أن المشكلة الوحيدة للحزب هي عدم انضباط بعض الرفاق للقرارات الصادرة عن “مؤسسات الحزب”، ولكن عند استعراض هذه المؤسسات لا يتم ذكر المؤتمر الوطني الذي يمثل المؤسسة السيادية، ومن السهولة بمكان -تضيف الأرضية- فهم سر هذا الإغفال، لأن الإتيان على ذكر المؤتمر، سيفضي إلى طرح السؤال الحقيقي أي السؤال المتعلق بمدى التزام كل مؤسسات الحزب بالقرارات والتوجهات الصادرة عن المؤتمر الوطني، بل إن الأمر وصل ببعض الرفاق إلى التأويل التعسفي لقرارات المؤسسات الأدنى من مؤسسة المؤتمر، وهكذا أصبح قرار المجلس الوطني حول تاريخ الاندماج والذي انتصر للرأي القائل بإجراء الاندماج، بعد الانتخابات، وليس قبلها، قرارا بمنع وتحريم أي نقاش حول الاندماج.””
وكانت نبيلة منيب، الأمينة العام للحزب الاشتراكي الموحد، قد هاجمت، تنظيمها السياسي معه باقي مكونات الفيدرالية، معتبرة أنهم “حرفوا سهام الانتفاضة والصورة الموعودة”.
وأضافت منيب في تدوينة لها على صفحتها بـ”فيسبوك”، أن “الاشتراكي الموحد وباقي مكونات الفيدرالية حرفوا سهام الانتفاضة والثورة الموعودة بمشاكلهم الداخلية، التي غدت تطغى بشكل مخجل على ما يجب الاهتمام به اليوم والتنظير له والانكباب على إنجازه والتعبئة له ومن أجله”.