*م. الحروشي

                   

قال إدريس الكنبوري، المفكر المغربي، “و أنت تتصفح جريدة العلم لمرحلة السبعينات والثمانينات، أو تقرأ لعلال الفاسي، تجد نفسك أمام حزب عتيد هو حزب الاستقلال الذي فقد الشيء الكثير، بل الشيء الأكثر، من قدرته على العطاء وريادته الفكرية والسياسية”.

وأضاف “لا، بل إن حزب الاستقلال اليوم لم تعد تربطه بالعلامة علال الفاسي سوى رابطة الدم، وصار الرجل الأكثر غربة في الحزب هو علال الفاسي نفسه”.

وتابع ،”فقد استقال حزب الاستقلال من العمل الفكري والثقافي، وتنازل عن العمل السياسي الذي كان يتحلى بالرؤية والأفق، وفقد تلك الأصالة التي كانت لديه مع الأجيال المتعاقبة التي توقفت تقريبا عن الإنجاب مع النصف الثاني من التسعينات، حيث طلع جيل جديد لا علاقة له بالجيل المؤسس”.

وأكد، “لقد كان أول حزب مغربي ذي مضمون إسلامي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين التقليد والاجتهاد، بل هو عندي أول حزب إسلامي مغربي عمل على خدمة فكرة الصحوة الإسلامية، حتى قبل ان يعرف الناس ماذا يعني هذا المفهوم”.

و أوضح، “فقد أيقظ الوعي الوطني والديني في وقت مبكر، وأماط اللثام عن التاريخ الإسلامي للمغرب، وأدرك العمق الديني للبلاد والارتباط التاريخي بالمؤسسات، في الوقت الذي كانت هناك تيارات سياسية تنحو مناحي مختلفة ومختلة”.

وخلص المفكر المغربي إلى  القول في تدوينة له عاينتها جريدة “le12.ma” عربية، “ولكنه اليوم للأسف حزب ينطبق عليه ما قاله أحد الظرفاء في وصف مدينة سلا: “إنها تشبه امرأة في الثمانين، لها ماض عريق، ولكن لا مستقبل لها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *