تقي الدين تاجي

اندلعت احتجاجات عارمة في اسبانيا، إثر اعتداء متطرف اسباني، على مهاجر مغربي يبلغ من العمر 35 سنة، واغتياله بطلقات رصاص من مسدسه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في عين المكان.

وتجمّع عشرات المغاربة، ببلدة مازارون بإقليم مورسيا، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتّجاه المتظاهرين المغاربة، الذين قادوا مظاهرات سلمية، احتجاجا على الممارسات العنصرية التي تطال المهاجرين.

وفي تفاصيل الواقعة، أكد شهود عيان، تحدثوا لـجريدة Le12.ma عربية، أن الضحية، قضى نحبه، على يد عجوز اسباني مشبع بالأفكار العنصرية، بينما كان جالسا بإحدى مقاهي الميناء الترفيهي بالبلدة المذكورة، بمعية زوجته.

وأضاف الشهود، أن نادلة المقهى بادرت، الى تلبية طلب الشاب الضحية، الأمر الذي أثار حفيظة الاسباني المتطرف، الذي طلب منها، تلبية طلباته أولا، قائلا – حسب نفس الشهود – “الموروس خليهم هم الأخيرين، سبقيني أنا مول البلاد” .

وأوضح الشهود الحاضرين للواقعة، أن “الشاب المغربي انتفض للرد على العنصري الاسباني، لتتطور الأحداث، وتفضي الى تدخل مسير المقهى، الذي انتصر للمهاجر المغربي، موضحا “أنه لا فرق بين اسباني ومغربي داخل المقهى” مشيرا ” الى “أن المهاجر وزوجته كانوا السباقين الى دخول المقهى، وبالتالي وجب تقديمهم على الاسباني”.

ويضيف الشهود ذاتهم، أن هاته الكلمات كانت كافية، لإثارة غضب “المتطرف الاسباني”، الذي غادر المكان صوب سيارته، قبل أن يعود وهو يحمل بيديه مسدسا خفيفا، قام بتوجيهه صوب جمجمة الشاب المغربي، مفرغا داخلها ثلاث رصاصات، سقط على إثرها مدرجا في دمائه، ليفر المتطرف الاسباني هاربا، الى وجهة غير معلومة، قبل أن تتمكن الشرطة الاسبانية، من القاء القبض عليه، في وقت لاحق من صباح اليوم الموالي.

وأكد المحامي الاسباني “ميخور ماريا سيسوس” “أنه لا يمكن أن يظل هذا العمل المتطرف بدون عقاب، مشيرا “إلى أنه تم فتح تحقيق من قبل النيابة العامة بمدينة “مورسيا” لتوضيح أسباب وملابسات هذا الاعتداء العنصري.

وكانت دراسة سابقة لوكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي، قد خلصت “إلى تعرض أزيد من 54% من المهاجرين المغاربة المقيمين في إسبانيا للتمييز العنصري، وأن 10% منهم يعتقدون بأن السبب الوحيد في ذلك هو معتقداتهم الدينية واعتناقهم للإسلام، في حين يشعر أكثر من نصف المهاجرين المغاربة بإسبانيا بأن أصولهم العرقية هي السبب في التمييز العنصري.”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *