في كرة القدم العالمية خلال القرن الماضي لم تكن المباريات تعرف سقوط أحد اللاعبين لوحده داخل أرضية الميدان ليبدأ في مصارعة الموتوسط حالة من الهلع و الدموع وسط اللاعبين و الجمهور .. كانت جل حالات الوفاة أثناء المباريات تأتي نتيجة حوادث الإصطدام و السقوطالخطير و موجات الصواعق الطبيعية .
في مستهل هذه الألفية تزايدت بشكل مأساوي حالات الإصابة بالنوبات القلبية، من اللاعبين من نجوا بأعجوبة من الموت بعد تدخلات بطولية للطواقم الطبية و رجال الإسعاف و اضطروا بعد ذلك إلى إيقاف حياتهم الكروية بشكل نهائي، و منهم من لم تُجْدِ معهم كل المحاولات فوقالملعب و في المستشفيات لإعادة قلوبهم إلى النبض من جديد، فأسلموا الروح إلى بارئها، و لائحة هؤلاء أصبحت تتزايد باستمرار مع الأسف.
كرة القدم العالمية في مستواها العالي خلال العقدين الأخيرين أصبحت ماكينة تنتج الأموال و الأرباح الخيالية، ففرض ذلك الزيادة في عددالمباريات والمنافسات والكؤوس والبطولات، و فرض ذلك الزيادة في الحصص التدريبية بالنسبة للاعبين وصارت اللياقة البدنية العالية ضرورية لخوض ثلاث مباريات حارقة داخل أسبوع واحد ، فارتفعت إيقاعات المباريات وأصبحت الكرة أكثر سرعة وبدأت الفرجة و الفنيات تنقرضلصالح القوة والسرعة و الإثارة و الخطط التكتيكية ” الحربية ” التي تقاوم الضغط الجهنمي المسلط على اللاعبين و المدربين .
وسط كل هذه الأجواء المجنونة التي أصبحت عليها كرة القدم، من الطبيعي جدا أن تَكْثُر حالات السقوط المفاجئ و السكتة القلبية و الدماغية والإختناق في صفوف اللاعبين، لأن الأمر يتعلق بالجسم البشري، و الجسمُ البشري مهما توفر من المال و الحياة المريحة و تقدم الطب والإعداد البدني و النفسي و خبراء التغذية، يبقى مهددًا بأن يقع له ما وقع لإريكسون مساء السبت .
*محمد حاجي