le12.ma

اتخذت الولايات المتحدة، بحسب ما قالت مصادر أمريكية، اليوم الأربعاء، قرارار بسحب قواتها من سوريا، في تحول “مفاجئ” للإستراتيجية الأمريكية، ما يضع حدا للافتراضات بشأن وجود عسكري أمريكي طويل الأمد في سوريا، كان قد دافع عنه جيم ماتيس، وزير الدفاع، ومسؤولون أمريكيون كبار.

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن القرار اتخذ أمس الثلاثاء، وينص على الانسحاب الكامل، الذي يشمل نحو ألفي جندي، “في أسرع وقت ممكن”.

ومن جانبها، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في وقت سابق اليوم الأربعاء، إن الجيش الأمريكي بدأ استعداداته للانسحاب كليا من شمال شرق سوريا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، لم تسمّهم، أن واشنطن شرعت في إبلاغ شركائها في شمال شرقي سوريا بأنها “ستنسحب فورا من المنطقة”.

في السياق ذاته، نقلت “رويترز” عن مسؤولين أن “الولايات المتحدة تبحث سحب كل قواتها من سوريا، مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش”.

واعتُبرت خطة الانسحاب “تحولا مفاجئا” في الإستراتيجية الأمريكية، لا سما بعدما تراجع الرئيس دونالد ترامب عن رغبته، التي كررها مراراها في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أمريكي منتشرين في سوريا لمحاربة “داعش”.

وجاء هذا القرار، بحسب “وول ستريت جورنال”، بعد مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي “هدد بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لقوات “سوريا الديمقراطية”، التي تدعمها الولايات المتحدة في حربها ضد التنظيم الإرهابي. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية “جماعة إرهابية” مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، المحظور. الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود.

وفي هذا الإطار قال أردوغان، خلال الأسبوع الماضي، إن تركيا ستشن عملية جديدة خلال أيام ضد وحدات حماية الشعب، لكنه لم يحدد بعد موعدا لشنها.

وتواترت أنباء الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا تزامنا مع وصف وزارة الخارجية الروسية الوجود الأمريكي هناك بـ”غير الشرعي”، قائلة إنه تحول لعائق خطير في طريق تسوية الأزمة السورية.

ومن جانبها، كانت تركيا قد تدخلت بالفعل ضد وحدات حماية الشعب في منطقة غربي الفرات في العامين الماضيين، لكنها لم تستهدف بعد أي منطقة شرقي النهر، رغبة منها في تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية.

وفي سياق ذلك، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة “هزمت تنظيم داعش في سوريا”، مشيرا إلى أن ذلك الهدف كان “المبررَ الوحيد” الذي جعله يحتفظ بقوات أمريكية هناك”.

وغرّد ترامب في “تويتر”، اليوم الأربعاء، مبررا ما تناقلته وسائل إعلام بشأن قرار بسحب القوات الأمريكية من سوريا قائلا: “لقد هزمنا تنظيم داعش في سوريا، وهذا مبرري الوحيد للوجود هناك خلال رئاسة ترامب”.

وبدورها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) تعليقا على خطط الانسحاب، إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *