*محمد سليكي
أعاد حدث صفع المواطن الفرنسي اليميني المتطرف للرئيس ماكرون، والتعليق المثير لساكن قصر الاليزيه على الاعتداء، الحديث عن تعاطي المسؤول السياسي عندنا مع أشكال غضب المواطن المغربي من تصرفاته التي عادة ما تبعث عن الحنق ولا ترقى إلى الرد عليها ب“الطرش“.
ولعل هناك العديد من الأحداث والمواقف التي عبر من خلالها مواطن مغربي، أو حتى صحفي بدون عنف أو صفع طبعًا عن غضب فئة من الشعب من مسؤول سياسي، فكان مصيره الملاحقة القضائية والجرجرة في المحكمة، وأحيانا الزج به في السجن.
وقد تصاعدت هذه الظاهرة المقلقة والمسيئة لصورة المغرب الحقوقية، مع وصول الإسلامين في حزب العدالة و التنمية إلى السلطة، وفشلهم في المشاركة في إدارة حكم الدولة، تورطهم في صب المزيد من الزيت فوق نار طنجرة الغليان الشعبي والإحتقان الإجتماعي..
وأكاد أجزم أن وزراء ومنتخبين من حزب “لامبة“، حطموا رقمًا قياسيًا غير مسبوق في تاريخ المغرب، بشأن مقاضاة مواطنون عبروا عن غضبهم من فشلهم في التسيير، أو صحفيون أو مدونون فضحوا خروقات البعض منهم وإغتناء الكثير من إخوانهم في الحزب..
وهذا لعمري قمة الحكرة المسلطة على أبناء من هذا الشعب من قبل ساسة يتوهمون القداسة.
ولعل أكبر دليل على ذلك، زج عبد الإله ابن كبيران، كبيرهم الذي علمهم “التبوحيط“، صاحب تقاعد السبع الملايين شهريًا وإمتيازات أخرى، بطالب يتيم الأب والأم من أبناء الخيرية، في سجن العرجات ضاحية الرباط، “علاش يسبني” قال لك؟!!.
واللافت أنه بين ما حدث في فرنسا العلمانية، وبين ما وقع مع من تسلط على قيادة الحكومة في بلادنا الإسلامية، والحالة هاته، يدل على أن غضب مواطن بصفع الرئيس الفرنسي يتبع بقول ساكن الاليزي “حق التعبير مكفول لكن لا ينبغي أن يكون هناك عنف ..”، وتعبير مواطن مقهور عن غضبه من جرجرة رئيس حكومة سابق له، بعبارة مسيئة عبر “ميساج “، تنتهي بصياح إبنكيران أين الدولة؟ وبجر شاب في سنة التخرج الجامعي، إلى السجن، بمبرر مؤطر بتخراج العينين:” علاش يسبني؟“.
وإذا عرف السبب بطل العجب، من قوم لم يستحيوا من الاتجار في دين الله، فكيف ستأخذهم الرأفة بمن هو ضحية فشل سياسات حكومتهم.
فلو كان هذا ابنكيران المتمرغ في عطاء السلطة، ومن على شاكلته من إخوانه في حزب البيجيدي، يقدر معنى العفو عند المقدرة، والاسلام دين صفح وسماح، ووصايا نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم بالسائل واليتيم، وقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم“و أما السائل فلاتنهر و أما اليتيم فلا تقهر “، لتصرف مع خطأ سؤال طالب يتيم الأبوين بأخلاق الاسلام، لا بمنطق التعالي والاستقواء، والرمي به في السجن، لأنه طلب منك التدخل لانصافه في الحصول على حقه في منحة الدارسة، ولكن جرجرتك له، كانت وراء غضبته وفعلته.
الله على سماحتكم السيد إبنكيران وكرمكم.. و رأفتكم بالسائل والمحروم، واليتيم والمقهور..
شفتو دابا كيفاش، علاش أنه بين صفع ماكرون وسب إبنكيران سجن العرجات فقط.
وإن كنّا لسنا مع العنف المادي أو اللفظي، كما لسنا مع مسؤول حكومي فاشل غارق في الامتيازات و لا يتقبل غضب مواطن مقهور من سياسته الفاشلة…التي دخل ممارستها راكبا سيارة “كونغو مول الخبز”، وخرج منها “مفطح” بسيارة “مرسيدس رجل مرفح”.
للإشارة، دخل اليتم السجن وغادره..في صمت ولم يقل الاتباع والموردين لابنكيران ..الله يلعن الشيطان..غير أصوات حرة بادرت إلى الاستنكار، ولو كان غير ابنكيران، من فعل هذه الفعلة، لنصبت له المشانق في الساحات ولطاردته الساحرات.. وتلك قصة أخرى .
شفتو حنا مع من عايشين؟!.