كشف عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار ، أمس الاثنين من مدينة وجدة عن إجراءات جديدة تضمنها برنامج الأحرار، تهم مجالي التعليم والإدارة المغربية.
وقال أخنوش في اللقاء الرابع ضمن الجولة الوطنية لتقديم برنامج الأحرار، الذي حضره أعضاء من المكتب السياسي ومنسقي الحزب بالجهة وممثلين عن المنظمات الموازية وهياكل الحزب، إن المدرسة تمنح للطفل الثقة في نفسه وتمنحه الثقة في مستقبله.
وتابع أن المواطنين اليوم غير راضيين على وضعية المدرسة العمومية، وأن عدد من المواطنين الذين تحدث إليهم الحزب في برنامج 100 يوم 100 مدينة يتأسفون لتراجع جودة المدرسة العمومية وعدد منهم يعتبر أن المؤسسات التعليمية في الثمانينات أحسن حالا مما هي عليه اليوم.
وعدّد رئيس الحزب مشاكل القطاع الكثيرة والمتعددة، المرتبطة بضعف عدد الأطر، ونقص تكوين الأطر، ومشاكل في المناهج، والاكتظاظ ونقص البنيات التحتية، وضعف العرض العمومي في التعليم الأول، وخير مؤشر على الوضعية الراهنة، يضيف أخنوش، هو توجه العديد من الأسر التي تملك مدخول متواضع للقطاع الخاص.
ويستهدف برنامج الأحرار في الظرفية الحالية، حسب أخنوش، جوانب مختلفة في قطاع التعليم وأولها الأستاذ، وذلك برد الاعتبار له كونه مفتاح إصلاح التعليم، بتوفير تكوين في المستوى وتحسين ظروف عمل جيدة.
ويسعى الأحرار، حسب المتحدث ذاته للرفع من جودة التعليم عبر إحداث كلية لتكوين الأساتذة لمدة 3 سنوات بموارد مالية وبشرية كافية من أجل ضمان تكوين في المستوى للطلبة وكذلك تكوين مستمر للأساتذة الحاليين، معتبراً أن هذا الإجراء مكلف لميزانية الدولة “لكن لنا القناعة أنه لا يمكن إصلاح التعليم بدون تغيير وضعية الأستاذ”، يضيف أخنوش.
ويعتبر رئيس الحزب أن هذا الإجراء بمثابة استثمار وطني استراتيجي سيغير واقع المدرسة العمومية وسيمنح نتائج كبيرة على المدى المتوسط والبعيدة.
في الاتجاه ذاته، أوضح أخنوش أن خبراء التعليم والبيداغوجيا يؤكدون أن ركيزة التعليم يتلقاها التلميذ في السنوات الأولى من الدراسة، أي التعليم الأولي والابتدائي، قائلاً “اليوم لا نتوفر على مؤسسات للتعليم الأولي ما عدا بعض الاستثناءات، والكثير من الأطفال يلتحقون بالمدرسة لأول مرة في سن الـ6 سنوات، الأمر الذي يجعلهم يبدأون حياتهم بفرص نجاح أضعف من الأطفال الذين ولجوا التعليم الأولي”.
وأكد أن هذه الوضعية لها تأثير كبير على العدالة الاجتماعية، ولابد من حلول من أجل تكافؤ الفرص بين جميع الأطفال، ولهذا الغرض يقترح الحزب مواكبة تعميم التعليم الأولي، ابتداءً من 4 سنوات، من خلال تشجيع إحداث دور الحضانة وتكوين مربين متخصصين في تنمية الطفولة المبكرة في كلية التكوين التربوي.
وشدد على أن حزب الأحرار واعٍ بأهمية هذا المشروع الذي أكدته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في نسختها الثالثة وأن الحزب يطمح لتسريع وتيرة التنفيذ.
في ما يخص التعليم الابتدائي، أوضح أخنوش أن برنامج الأحرار يطمح لإعادة النظر في المناهج لتقوية المهارات الأساسية عند الطفل، منذ المراحل الأولى في القراءة والكتابة والحساب والبرمجة.
واسترسل أن التعليم الابتدائي هو مرحلة لمنح الطفل آليات التعلم وتعويض الاستظهار بتنمية طريقة التفكير والتركيز على الحساب لتطوير قدرة الطفل على التفكير المنطقي، وتشجيعه على القراءة المبكرة وتطوير قدراته اللغوية في جميع اللغات العربية منها والأمازيغية واللغات الأجنبية ولغات البرمجة الالكترونية.
وفي نفس السياق، أشار أخنوش إلى أن التعليم في العالم القروي يعرف صعوبات إضافية خصوصاً على مستوى البنيات التحتية، ما أنتج معدلات مرتفعة للهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات، ويقترح الأحرار توسيع شبكة المدارس الجماعية وخدمات النقل والمطاعم المدرسية لفائدة التلاميذ في العالم القروي.
وفي ما يخص التعليم العالي يقترح التجمع الوطني للأحرار تجديد البنيات التحتية الجامعية، بإحداث مركبات جامعية حقيقية تضم بنيات تحتية رياضية ومكتبات مجهزة، ومطاعم وإقامات بمستوى لائق، مع تشجيع القطاع الخاص لتقديم منح للطلبة وكذلك للتمويل المباشر للجامعات من خلال تحفيزات ضريبية، وتقريب التكوين الجامعي والتكوين المهني من المقاولات وملاءمتهما مع سوق الشغل.