سعيد بلفقير

من تابع مباراة المنتخب الوطني، أو لنسميه فريق وحيد خاليلوزيش، سيكون قد ضيع تسعين دقيقة من حياته اليائسة مع هذا المنتخب.

مدرب جيء به من باحة تقاعد مزمن وإفلاس تقني مريع، جيء به كسابقيه بجيوب ملأى بالملايين بينما خزائن التاريخ ما زالت تردد صدى الفراغ منذ يممنا صوب فرنسا.

مباراة أمس جعلتنا نستحضر كلام وحيد عن كرة القدم التي يلعبها محترفو أوربا وحدهم بينما أبناء الأندية الوطنية يلعبون رياضة أخرى، فاتضح أن اللاعب المحلي الوحيد الذي دخل رسميا، العملود، هو من كان يلعب الكرة، بينما ظل الآخرون أسرى فكر المدرب الذي لم نفهمه ولم نفقه تعاليمه بعد.

أسود الأطلس الذين هزوا أوربا أخرجهم وحيد من قبعته أرانب تقفز في أرجاء الملعب، دفاع لم يستقر شكله بعد ولا أضلاعه، خط وسط تائه لم يقدم شيئا يذكر، وهجوم لم يصل لمرمى غانا.

عادل تاعرابت، لاعب كبير لكن بصيغة الماضي القريب، حين تخلى عنه أولو أمر الكرة، والمناداة عليه هي بمثابة جبر ضرر قديم، ولكن أن تحاول بناء فريق حوله فهو مضيعة للجهد والوقت والفرص، فهذا ليس تاعرابت كوينز بارك أو توتنهام أو ميلان.

أملاح بدا كضيف خجول حضر دون هدايا، بينما بدت الحروب التي خاضها مسؤولو الكرة من أجل منير الحدادي خاسرة بعد أن عاد ابننا إلينا دون متاع كروي مفيد.

جلس زياش في كرسي الانتظار يلتهم موزة، بينما خاض الزنيتي والتكناوتي في حديث جانبي، وعلامات الاستفهام تغلي في دواخل كل مشاهد.

في الشوط الثاني انتظرنا دخول جبران عله يجبر الخاطر أو رحيمي عله يرحمنا من الفراغ، كنا ساعتها سنعلم أن المدرب يلعب مباراة ودية يجرب فيها البدائل ويبحث خلالها عن الحلول، لكنه أدخل برقوق، الذي بدا مستثارا يصارع الأبدان الغانية بدل لعب الكرة.

دخل جبران والكعبي بعد أن عمت الفوضى، وانتهت المباراة بفوز بلا طعم ولا رائحة.

وسط هذا الخضم الهائل من فوضى يتحمل وزرها المدرب، جاء التبرير العجيب الذي ينطبق حصرا على منتخب وحيد، فضغط الموسم الطويل أرخى بظله على أداء اللاعبين.. هكذا برر المدرب شح العطاء، في ليلة تابعنا فيها منتخبات فرنسا والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا وغيرها، وقبلها جرت مباريات كثيرة عن تصفيات قارية مؤهلة للمونديال.

كان على وحيد أن يعترف فقط أنه مدرب رياضة أخرى، رياضة تعبث بأعصاب المغاربة، تُسيل منهم كثيرا من العرق والمال والشتائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *