*مصطفى لمودن 

منذ تحويل “التربية الإسلامية” إلى وحدة دراسية أساسية لها أساتذتها الخاصين في سلكي الإعدادي والثانوي وتوفرها على ست مواد في الإبتدائي، وهي تحقق “الغزوات” المتوالية.. مما يتوفر لها من وقت خلال الزمن الدراسي، ومن نقط ومُعامل يؤثر على نتيجة التلميذ(ة).

ومما حققت من “انتصارات” على مستوى الامتحانات، بداية كل مراقبة من “وضعية الانطلاق”، وهي نص يعلو الورقة، يتضمن ظواهر اجتماعية لها علاقة بالدين والتدين..

وبعد الاطلاع على جل تلك النصوص التي ينشئها المشرفون على الامتحان/المراقبة.. يظهر أنها في جلها تتمحور حول إقرارين:
1- إشعار الممتحِن(ة) أنه على خطأ في شيء ما، قد يكون عبادة او اعتقادا أو سلوكا…

2- وضع الممتحِن(ة) امام “مسؤوليته” لمواجهة الآخر المختلف، والذي تُظهره جل تلك النصوص على خطأ.. وهذا الآخر قد يكون أي شخص من نفس المجتمع. ولكن في جل الأحيان يكون ذلك “الغربي المتنطع”، والذي تجب مواجهته، وعلى الأقل اقناعه بأنه خاطئ، وتكون هناك تعليمة واضحة، تطالب بفعل ذلك..

وهكذا تحمل هذه الامتحانات وجهة نظر الذين أعدّوها، تقوم على أن الإنسان خَطّاء باستمرار، ويلزمه الحذر الدائم! وأن “الغربي” يسير على طريق خاطئ يحفه الفساد، ومن الواجب” هدايته”.

ولا يدري واضعو هذه الأسئلة أن التلميذ(ة) يجيب ليحصّل على النقطة، أي لينجح، ولا دليل على ان بعض المحتويات تمثل قناعته الشخصية في عالم متحرك ومنفتح.. ولعل الممتحِن(ة) يتمنى في قرارة نفسه التوجه إلى الغرب للدراسة او للعيش هناك..

إنه عالم مصغر شكيزوفرني يغطي الشمس بالغربال، ويتفادى الحقائق، ويهدف إلى محاصرة الاقبال على الحياة في عنفوان. وكأن هذه المادة جاءت لفرملة حركة التاريخ والمجتمع والإنسان.

*خبير تربوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *