تقي الدين تاجي

 

يبدو أن حزب العدالة والتنمية، قرر أخيرا، التوقف عن “مواصلة محاربة الفساد”، وكذا “مواصلة الإصلاح”، والانتقال عوضا عن ذلك، الى مرحلة “مواصلة سْريح العجلة”، وإطناب مسامع الناخبين، بشعارات ومصطلحات، تنهل من قاموس – حتى لا نقول جاموس – بما أننا نتحدث عن مجال “العجول والأبقار”. المهم قلنا أن هاته الشعارات تنهل مصطلحاتها، من “ديكسيونيرات” خشب “لبواروج السياسي” ومعه حتى “الكونطربلاكي”،  وستشكل ولا شك، فاكهة الموسم الانتخابي، بل من غير المستبعد أن تدخل “الطوندونس” من أبوابه الواسعة، أو على الأصح – “الطوندوز” – وليس الطوندوس، بالنظر الى تخلي “الاخوة الأعزاء”،  عن حف لحاهم واعفاء شواربهم، مثلما تخلصوا من “جلسات الوعظ الارشاد”، ومنهم من عوضوها بجلسات “الماساج وتدلاكت”.

وحتى لا نطيل عليكم، ندخل مباشرة في صلب الموضوع، الذي يتعلق بإعلان حزب الاخوة الأباجدة، مساء هذا اليوم، عن شعارهم الانتخابي، خلال لقاء صحفي، نظمته الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية، تحت عنوان : “العرض السياسي للمرحلة والمبادرة السياسية الحقوقية للحزب”، وذلك طبعا في إصرار غريب منهم، على استعمال مرادف آخر من مرادفات “العْجلة” الذي هو “العَرض”، بلغة “تكزارت”، وهذا يدل على أنهم، “تبارك الله طـْلقوا يدّيهم مزيان فهاد الضومين”، وتعلموا “من أين تُسلخ العْجلة، ومن أين يؤكل الكتف، وَالهَبرة..وَهلم جرّ”، طيلة العشر سنوات التي قضوها “مُخمَخين” “مُفطَحين”، على رأس الحكومة، هذا دون أن نتحدث طبعا عن تعلمهم “لحسانى فروس ليتامى” أو على الأصح في “روس المواطنين المساكين”.

“إيوا يا المشاهدين”، كما تقول دائما “اليوتوبرز” مي نعيمة”، الشعار الذي اختاره “القنديليون الجُدد”، لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة هو كالتالي : “جميعا من أجل تحصين الاختيار الديمقراطي وتعزيز الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية”.

وكان يا ما كان، سنة 2012 عندما أخبرونا أن “صوتنا فرصتنا لمحاربة الفساد، فلما ذاقوا “عسل السلطة”، نفخ زعيمهم الأشداق وقال : “عفا الله عما سلف”، مُطبطبًا وململمًا ومهدهدًا، على لصوص المال العام، ومهربي العملة الصعبة – آه عفوا – العملة السهلة، نظرا للسهولة، التي “كحشوا” بها كل تلك المليارات، من الأموال العمومية، وفروا بها هاربين، فرار الظل من الساعي إليه.

وقال “سليمان العمراني”، نائب الأمين العام لحزب “اللامبة المنطفئة”، أن مضامين العرض السياسي لحزبهم يمكن “تحديدها” في “تعزيز المكتسبات المتحققة في مجال الوحدة الترابية للمملكة وتمنيعها” ( تحديدها بمعنى واقيلا إصلاحها بالمصلوح) و”تعزيز الإشعاع الدولي للمغرب والتصدي لدعوات الاختراقات “. مع أن الاختراق الوحيد الذي عانى منه المغاربة طيلة العقد الأخير، هو “الاختراق” الذي “خرَقت” جيوبهم هاته الحكومة، وجعتلها مثقوبة لا تصلح لشيء، جراء قراراتها اللاشعبية.

وتابع السيد نائب الأمين العام، قائلا “أن العَرض السياسي يقوم أيضا على “مواصلة العمل على تطوير الممارسة الحقوقية وتطوير ضماناتها”، وطبعا فلا يمكن لأي كان أن يسمع كلمة “تطوير” دون أن يتباذر الى ذهنه “التطوير” ديال هاد “لمْطيوْرين”، الذين كلما اقتربت الانتخابات، عادوا ليطلوا علينا “بدراعياتهم” و”جلابيبهم الخشنة” يضربون “زلائفُ البيصارة”، ويمشون في الأسواق، مُشنفين أسماع “البسطاء” بالخطابات المدغدغة للعواطف، أملا في أصواتهم طبعا، لا في سواد عيونهم.

 لكن هيهات ثم هيهاااات..” الدّيب كتدار بيه غير مرة وحدة”..ولا جووج كااااع “ماكسيموم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *