*حنان رحاب
ابانت الأزمة الأخيرة مع إسبانيا على أننا كنا نلعب ضد الخصوم، بنقض عددي، متمثل في غياب إعلام مهني واحترافي في زمن سطوة الصورة والفيديو.
لم يستطع الإعلام العمومي، أن ينتج محتوى ينافس به الماكينة التي حركها الإسبان على مستوى القنوات ووكالة إيفي.
لا برامج حوارية، ولا تغطيات من عين المكان، ولا محتويات باللغتين الإسبانية والإنجليزية لمخاطبة الرأي العام الإسباني والعالمي.
حين كان يبحث الصحافيون في العالم عن المستجدات، كان يجدون مئات القصاصات التي تبثها وكالة الأنباء الإسبانية إيفي، مقابل شح مخجل في ما تبثه وكالة المغرب العربي للأنباء، والتي اقتصرت على البلاغات والتصريحات الرسمية.
حتى على المستوى الداخلي، كان المواطنون أمام سيل من الصور والفيديوهات التي مصدرها القنوات والصحف الإسبانية والأوروبية، والتي تم تضخيمها لتخدم الرواية الإسبانية.
يجب الاستعجال بسد هذه الفجوة الكبيرة، والتفكير اليوم وقبل الغد في إحداث محطة إخبارية قوية باللغات الرئيسة في العالم، تكون بمثابة القوة الناعمة التي تسند صورة المغرب ومصالحه وأدواره.
لقد قامت الدبلوماسية المغربية والأجهزة الاستخباراتية الوطنية بعمل احترافي اربك الخصوم، ولكن للأسف انهزمنا في حرب الصورة، ليس بالضرورة لتفوق الآخرين، ولكن لتأخرنا وتخلف إعلامنا العمومي قياسًا للأدوار التي يجب أن يقوم بها، وقياسًا للتحديات الخارجية المطروحة.