تقي الدين تاجي

يبدو أن صدر سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، ورئيس الحكومة، قد ضاق بالتعليقات المنتقدة، التي يمطره بها سكان الفايسبوك، ليقرر إغلاق هذا القوس بـ “المرة”، من خلال تجميد خاصية التعليقات، على صفحته الرسمية، بشكل يوحي، بتخوف  الأمين العام لحزب “اللامبة”، من تأثر صورته، جراء تزايد  التعليقات السلبية، على بعد أسابيع قليلة من الاستحقاقات الانتخابية.

وبالمقابل، أطلق سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، موقعا الكترونيا شخصيا جديدا، خصصه للترويج لمساره، والتعريف بشخصه، في خطوة وصفها البعض، بحملة انتخابية سابقة لأوانها، وتكشف عن نية العثماني خوض غمار الانتخابات المقبلة، عبر توظيف الدعاية الالكترونية، التي يعتمد عليها “البجيدي” بشكل كبير، مستعينا بكتائب الكترونية، مهمتها التأثير على الرأي العام، وإدارة حملات انتخابية عبر الوسائط الالكترونية، لتلميع صورة الحزب، وإقناع الناخبين بالتصويت لصالحه، مستغلا الفراغ الذي تعرف أغلب الاحزاب في هذا الجانب، وضعف حضورها الرقمي.

وعلى غرار النهج الذي أسسه العثماني منذ المؤتمر الوطني الثامن الذي عرف انتخابه، بتزكيته لنفسه، وصف الأمين العام لحزب المصباح، نفسه في الصفحة الرئيسية لموقعه الجديد، بـ “القيادة الإسلامية الكبيرة والشخصية السياسية والحزبية المحنكة، والكفاءة الوطنية المقتدرة، التي ساهمت بقسط وافر في عدة مجالات وعلى صعيد عدة واجهات دولية ومحلية”.

ويضم الموقع بحلته الجديدة، عددا من التوبيبات المتعلقة بأنشطته وحوارته، وكذا خانة “عائلة العثماني”، تحيل الزائر بالنقر عليها، على كتاب ” العصاميون السوسيون في الدار البيضاء” للكاتب عمر أمرير، والذي يتطرق فيه بالحديث لعدد من الشخصيات، ضمنها امحمد العثماني، والد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني.

كما خصص الموقع حيزا، للمسار الدراسي والسياسي، لسعد الدين العثماني، بالإضافة الى كتاباته وانتاجاته في مجال الفقه واصوله، واصفا نفسه، بأنه واحد “من الأقلام القوية في الساحة الثقافية والأكاديمية”. “كاليك شكون شكار لعروس..امها والحزارة ديال خالتها”.

وكان سعد الدين العثماني، قد دعا في تدوينة سابقة، تشاطرها على صفحته الشخصية بفيسبوك، الى زيارة موقعه في حلته الجديدة، وهو ما فجر سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين علقوا عليها بالقول “نريد مغربا جديدا وليس موقعا بحلة جديدة”.

ويعتمد حزب العدالة والتنمية بشكل كبير، على الوسائل التكنولوجية، للوصول الى مختلف شرائح المجتمع المغربي، لاسيما فئة الشباب، التي تشكل خزانا انتخابيا كبيرا، وذلك بفضل الخدمات الالكترونية المتوفرة والشبكات الاجتماعية النشيطة التي أصبحت فضاء للعرض الانتخابي، ومهاجمة الخصوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *