*يونس أيت ياسين

لا أعرف إسمها لكن قصتها كسرت نفسي وقد شهدتها رأي العين في أول أيام عودتي إلى المغرب.. ولولا الآباء والأبناء لتمنيت عدم العودة.

توفي زوجها في بلجيكا، واحتراما لرغبته في أن يدفن في أرض بلاده حملت جثمانه في رحلة مكوكية عبر ثلاث دول إلى أن وصلت إلى مطار محمد الخامس. سمح لجثمانه بالعبور، فيما فرض عليها الخضوع لحجر صحي في فندق مخصص لهذا الغرض.

لم يسمحوا لها بإلقاء نظرة أخيرة على جثمانه قبل أن يفرق بينهما.

جمع لها هذا اليوم الثقيل بين وجع الفقد وظلم بلاد كانت تعتقد أنها أرحم بها وبزوجها من المهجر وكم كانت مخطئة في اعتقادها. لكن المسؤولين تكرموا بإخبارها بأن أقاربها بإمكانهم زيارتها في الفندق لتقديم التعازي. أنظر الصورة.

تكاليف الفندق تجاوزت ثمانية آلاف درهم، دون مصاريف الأكل، وأي شهية ستكون لها للأكل، لم تكن المسكينة تحمل معها هذا المبلغ ولولا تدخل أحد المحسنين بدفع المبلغ بعد أن رق لحالها لشاهدنا بعدا أخر من غياب الإنسانية بل الوحشية بحجة تنفيذ التعليمات.

خضعت للمعاملة ذاتها وأنا الحامل لشهادة التلقيح بجرعتين، واختبارين سلبيين في غضون 24 ساعة.

أنا وجارتي المكلومة نسكن فندقا بجانب المطار ومعنا رهط من ضحايا تغول الإدارة ولسان حالنا يقول  اللهم إن هذا منكر.

*صحفي مغربي في قناة الجزيرة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *