جنيف – le12.ma
أكد الرئيس المؤسس لمنتدى “كرانس مونتانا”، جان بول كارتيرون، أن قرار إسبانيا “بسط السجاد الأحمر، ولو كان صحيا، لزعيم الانفصاليين يمثل إساءة صريحة في حق المغرب”، معتبرا أن اسبانيا باتخاذها لهذا القرار تكون قد وضعت نفسها “في موقف يصعب فهمه”.
وكتب كارتيرون، في تحليل خصص للأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا بعد الاستقبال السري وبهوية مزورة للمدعو إبراهيم غالي، وأيضا الموقف العدائي للدبلوماسية الألمانية تجاه الوحدة الترابية للمملكة، أن إسبانيا، التي لديها العديد من القضايا الأخرى العاجلة والمثيرة للقلق، اختارت استضافة زعيم جبهة البوليساريو، الواجهة الجزائرية المعتمدة لمعاداة المغرب، لتلقي العلاج، وهو المعروف عالميا بأنه العدو اللدود للمملكة.
وأضاف أن “المعني بالأمر متابع في إسبانيا نفسها من أجل ارتكاب جرائم خطيرة للغاية والتي يبدو أنه تم وضعها بين قوسين”.
وسجل أن “بسط سجاد أحمر لاستقباله، ولو كان صحيا، إساءة صريحة للمغرب، بينما توجد في الجزائر العاصمة مستشفيات هي بالتأكيد فعالة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإقدام على استخدام اسم مزيف وجواز سفر مزور يثبت شرعية الاعتقال والمحاكمة الجنائية وعقوبة سجن جدية بالنسبة لأي شخص آخر”.
وقال إن الأمر يتعلق هنا بـ “مثال جيد على “الدبلوماسية السيئة للغاية”، إذا كان لا يزال بالإمكان الحديث عن الدبلوماسية، والخلل الكامل للآلية الحكومية. في أحسن الأحوال، لأنه إذا كان بالإضافة إلى ذلك متعمدا، فسيعني ذلك تمزقا عنيفا ونهائيا لعلاقات الثقة، والتي بدونها، بالخصوص، لا يمكن أن يظل التعاون الأمني قائما بين البلدين”.
وسجل في هذا السياق، أن إسبانيا “من ناحية، لديها حاجة حيوية لتعاونها مع المغرب في كل ما يتعلق بالأمن بالخصوص، ومن ناحية أخرى تسيء إليه صراحة”. إذن أين المنطق ؟”، معربا عن أمله في أن لا يكون “الأمر سوى عدم كفاءة”.
وأعرب عن أسفه لكون “هذا المثال ليس فريدا. يشهد عالمنا أوضاعا من هذا القبيل يوميا ويجد نفسه عرضة للخطر من قبل “دبلوماسيين”هم في الواقع نشطاء قضايا خاسرة. إنهم يستمتعون بعود الثقاب، ويحلمون بأن يكونوا بناة عالم بطريقتهم الخاصة، لكنهم في الواقع يهددون السلام بشكل خطير”.
وتابع أن “رئيس الدبلوماسية المغربية، السيد ناصر بوريطة، رد بقوة على هذا الوضع الشنيع والخطير للغاية أيضا. إنه على حق. اليوم، يجب أن نطالب بصرامة بالاحترام والواقعية والصدق والشفافية في العلاقات الدولية. أن ننتمي لدائرة صداقة وثقة أو لا”.
وأوضح أنه “لكل هذه الأسباب، أنشأ منتدى كرانس مونتانا الأكاديمية الدبلوماسية العالمية، بدعم من عدد هائل من الشخصيات الدولية. وهدفه، ضمن أهداف أخرى، يتمثل في إعادة ابتكار الدبلوماسية من خلال بث مفهوم الأناقة”.
وفي هذا التحليل بعنوان “إسبانيا وألمانيا.. “دبلوماسية” بعض الدبلوماسيين”، سجل السيد كارتيرون أنه “لبعض الوقت يبدو أن الدغمائية قد غزت مشهد الدبلوماسية الدولية، فقد أصبحت وزارات الشؤون الخارجية في كثير من الأحيان منظمات غير حكومية تكتفي بإدارة الأخبار اليومية في إطار نضالي”.
وأكد أنه “لم يعودوا يتخيلون أن حتى السياسة الخارجية موجودة ! السياسة الخارجية هي أولا وقبل كل شيء رؤية ولكنها رؤية مهيكلة على المدى الطويل، يتم تنفيذها في حيز زمني لا يمكن التوفيق بينها وبين تجاذبات وتدفق الشبكات الاجتماعية، والرغبة الكلية في الظهور باستمرار في كل مكان وحول أي موضوع”.
وبالنسبة للرئيس المؤسس لمنتدى “كرانس مونتانا”، فإن “الدبلوماسية هي أولا وقبل كل شيء، أن تهتم بكل ود واحترام، بشؤونها الخاصة، والامتناع عن التدخل في شؤون الآخرين ولاسيما إعطاء الدروس ! إن احترام الآخرين في خصوصياتهم وحساسياتهم يمثل أساس التعايش السلمي والبناء”.
وقال إنه مع ذلك، يبدو أن البعض يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة بخصوص كل شيء، ويحملون قيما محددة سيتم تكليفهم بتصديرها أو حتى فرضها، “سيكون في العالم أولئك الذين يعرفون وهم دائما على حق والآخرون، الذين يتم احتقارهم لأنهم لا يؤمنون بقيم لأنها غريبة عليهم”.