س.ش

عبرت “النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية” عن استغرابها من استثناء المسارح ودور السينما من القرار الأخير للحكومة، والقاضي بتمديد العمل الليلي إلى غاية 11 ليلا، دون مراعاة للوضعية الاجتماعية الصعبة التي يعيشها ممتهنو هذا القطاع منذ بداية أزمة جائحة كورونا إلى الآن، والتي ساقت بالعديد منهم إلى شظف العيش، أو إلى الإفلاس التام، ضاربة عرض الحائط كل النداءات والاستغاثات التي تقدمت بها النقابة بكل هياكلها الوطنية وفروعها الإقليمية في عموم التراب الوطني إلى جانب حلفائها في الهيئات التمثيلية الجادة للفنانين ومن ورائها سائر مهنيي فنون العرض بالبلد.

وأكدت النقابة، التي يرأسها الفنان المسرحي مسعود بوحسين، أن هذا التصرف من قبل الحكومة ينم عن تجاهل وعدم تقدير للعمل المسرحي، الذي يعد جزء لا يتجزأ من هوية المغرب الثقافية والحضارية، وتبخيس للعمل الفني الذي لم يكن ولن يكون نشاطا زائدا أو ترفا، وطالبت بإعادة النظر في هذا الإقصاء اللامعقول، والسماح بعودة الروح لمسارح المغرب وفضاءات العروض بشروط وتدابير استثنائية ومعقولة في انتظار الفرج الكبير.

ومن جهتهم عبر العديد من الفنانين المسرحيين المغاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن تذمرهم من هذا الإجراء التعسفي، وقالوا إنهم سيتكتلون فيما بينهم من أجل ابتداع أشكال احتجاجية غير مسبوقةحتى يتمكنوا من انتزاع حقهم في العمل والعيش بكرامة، وإلا سيعرضون أنفسهم للبيع، مثلما فعل المخرج المسرحي أمين ناسور.

المسرحي ناسور
المسرحي ناسور

و قال ناسور في صفحته على الفايسبوك:”حكومة بلدي لا تريد الثقافة والفن. فتحت المقاهي والأسواق والمطاعم ورخصت للتجمعات الحزبية والنقابية، وأغلقت المسارح ودور السينما والمراكز الثقافية… حكومة بلدي لا يهمها سوى الخبز للأصوات الانتخابية…وأمام صمت كل النخب وكل الشرائح في مجتمعي حول الثقافة والفن أعلن نفسي مسرحي للبيع”.

وقد تفاعل مع هذه الرسالة المسرحي عبد المجيد فنيش، الذي أرسل رسالة مؤثرة للمسرحي أمين ناسور، يرثي فيها حال المسرح، ويحمل المسؤولية للمسرحيين المغاربة الذين قبلوا على أنفسهم قبل أشهر تقديم عروضهم أمام كراسي فارغة، من أجل الاستفادة من الشطر الثاني من الدعم، وهو أمر خطير سبق ونبه إليه العديد من الفنانين، ومنهم عبد المجيد فنيش، الذي رأى فيها “خطوة عبثية ومدخلا بئيساللإجهاز على الحق في الفرجة المسرحية الحية”.

ويضيف فنيش: “الآن اتضح كل شيء، وقد تحرر كل شيء من قبضة التدابير الاحترازية، إلا هذا الشيء المدعو العرض المسرحي..لكن، ألا يتحمل المسرحيون أنفسهم المسؤولية بقبول مهزلة تقديم العروض أمام اللاشيء، مسؤولية تمكين أصحاب القرار من مبرر قاطع لمواصلة إغلاق فضاءات العروض الحية؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *