الرباط -le12.ma

فتَح مقهى الأوداية “مور”، الذي يعدّ جوهرة العاصمة المغربية للثقافة، فتحَ أبوابه أمام سكان مدينة الأنوار وعشّاق هذه الآثار التاريخية الشاهدة على عظمة تاريخ المدينة، بعد ترميم روعي فيه طابعه الأندلسي وهويته الأصيلة.

واشتهر مقهى لوداية، الذي يُعرف بتقديمه الحلويات المغربية التقليدية والشاي بالنعناع، بموقعه الخلاب، بإطلالته الفريدة على ضفاف نهر أبي رقراق، والذي كان ترميمه موضعَ جدل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، ويوفّر منظرا جديدا يأسر سحرُه مرتاديه، مغاربة وأجانب.

وتم ترميم هذا المقهى الجذاب والعريق والمحمّل بعبق الحضارة وأصالة التاريخ، في احترام لطرازه الأندلسي وهويته الأصيلة، مع إضافة تعديلات روعي فيها الحفاظ على المكونات الهيكلية والمعمارية الأصلية الحقيقية للمكان.

وقد تم حفل افتتاح المقهى بحضور وفد يضمّ والي جهة الرباط -سلا -القنيطرة، محمد اليعقوبي، ورئيس جمعية رباط الفتح، عبد الكريم بناني، وسفير روسيا في المغرب، فاليريان شوفاييف، وممثل “يونسكو” في المغرب، ألكسندر شيشليك، وشخصيات أخرى من مجالات الدبلوماسية والثقافة والعمل الجمعوي.

وأبرز رئيس جمعية رباط الفتح، بهذه المناسبة، أن افتتاح المقهى يشكل لحظة تاريخية من خلال إعطاء انطلاقة جديدة لهذه المعلمة الزاخرة بالتاريخ، التي تم ترميمها في احترام لهوية المقهى ومكوناته الهيكلية والهندسية الأصيلة، مبرزا أن السلطات والتقنيين والمؤرّخين وعلماء الآثار حرصوا على أن يحتفظ هذا الفضاء الساحر والتاريخي بهويته. وتابع “سنأتي إلى هنا في كل مرة متشبّثين بالأمل في أن يظل هذا المكان فضاء للقاء بين الأجيال والمغاربة والأجانب، وأيضا فضاء للذاكرة والمستقبل”.

ومن جهته، أشاد سفير روسيا في المغرب بكافة المهنيين الذين ساهموا في أشغال الترميم، معتبرا أنه تمّ إنجاز عمل معقد جدا من أجل ترميم هذا المقهى، إذ كان يتعين القيام بالأشغال في احترام للتراث وإعادة المقهى إلى شكله الهندسي الأصلي.

وقال نائب رئيس جمعية “فضاء الأوداية” عبد الرحمان البدراوي، إن ترميم المقهى، الذي يسمى اليوم “مقهى الأوداية”، شهد مشاركة خبراء ومعلمين قاموا بعمل كبير للترميم للحفاظ على طابعه الأصلي الذي كان عليه عند بنائه.

يشار إلى أن جمعية فضاء الأوداية كانت قد سُجّلت، في ما يتعلق بدواعي الترميم، أن المقهى كان آيلا للسقوط بفعل مجموعة من العوامل، منها التدخّلات العشوائية في السنوات الأخيرة من قبَل الأشخاص المستفيدين منه، إذ تم استعمال الإسمنت المسلح وإزالة أجزاء خشبية كانت تؤثثه، مع إضافة بنايات أخرى جعلت البناية الأصلية مهددة بخطر السقوط.

ويندرج ترميم المقهى، الذي يشهد توافدا مهمّا للزوار والسياح، في إطار مشروع لتأهيل كافة معالم قصبة الأوداية، ويشمل الأسوار والأبواب التاريخية والمتاحف والحديقة الأندلسية.

marche verte 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *