le12.ma -و. م. ع.

تجسّد التعليمات الملكية لمحمد السادس بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الالتزام الثابت والملموس للملك لصالح القضية الفلسطينية. كما يمثل إرسال هذه المساعدات المهمة بأمر من الملك، والتي تتكون من 40 طنا من المواد الغذائية الأساسية والأدوية للعلاجات الطارئة والأغطية، تعبيرا عن تضامن المملكة، الفعّال والعملي، مع الشعب الفلسطيني.

ويحمل القرار الملكي، الذي يحمل بعدا رمزيا قويا، في ظل تواصل الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في القدس الشريف وغزة والضفة الغربية المحتلة. كما يجسد، بكيفية ملموسة، مقتضيات قرار وزراء الشؤون الخارجية العرب، الذي أشاد، الثلاثاء الماضي، بالدور الذي تضطلع به لجنة القدس، برئاسة الملك، في حماية المدينة المقدسة ودعم صمود الشعب الفلسطيني، مبرزا أهمية الجهود التي تبذلها “وكالة بيت مال القدس الشريف” لهذه الغاية.

كما تعكس هذه المساعدات الإنسانية، التي سيتم نقلها بواسطة طائرات للقوات المسلحة الملكية الدور المحوري والرائد الذي تضطلع به المملكة في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية لمدينة القدس الشريف والبحث عن حل سلمي لهذا النزاع.

وأدان المغرب، بأشدّ العبارات، أعمال العنف المُرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي لا يؤدي استمرارها سوى إلى تعميق الهوة وتأجيج الأحقاد وإبعاد فرص السلام أكثر في المنطقة.

وأكد بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن “المملكة المغربية، التي تضع القضية الفلسطينية في مقدمة انشغالاتها، تظل وفية لتمسكها بتحقيق حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، من خلال إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

ويشار في هذا الصدد إلى أن وزراء الخارجية العرب قرروا تشكيل لجنة وزارية تضم المغرب للتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دوليا، لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة.

وكان المغرب قد جدد رفضه القاطع لجميع الانتهاكات والإجراءات أحادية الجانب، التي تمسّ بالوضع القانوني للقدس الشريف وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال.

وأفي هذا السياق، كد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في كلمة أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي عُقد بتقنية التواصل المرئي، أن الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، سيواصل الدفاع عن الوضع الخاص للقدس وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث. وأشار إلى أن لن يدخر جهدا لحماية طابعها الإسلامي وصيانة حرمة المسجد الأقصى والدفاع عن الهوية التاريخية لهذه المدينة كأرض للتعايش بين الأديان السماوية.

كما استعرض بوريطة ما تقوم به الذراع الميدانية للجنة القدس، “وكالة بيت مال القدس”، بتوجيه من الملك، لدعم صمود الساكنة المقدسية، سواء عبر برامجها السنوية أو مشاريعها أو مساعداتها الإنسانية في المجالات الصحية والتربوية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *