*محمد سليكي
يواصل عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حضوره القوي في الساحتين الإعلامية والسياسية الإسبانية لتعبئة شركاء حزبه الإسبان من أجل التدخل لدى حكومة مدريد بشأن فضحية استقبال المدعو إبراهيم غالي فوق أراضيها بهوية مزورة.
قبل ساعات، أجرى أخنوش حوارا ناجحا مع جريدة “إلموندو” ذائعة الصيت وضع من خلاله الرأي العام الإسباني وشركاء المغرب وأصدقاءه أمام حقيقة خيبة أمل المغاربة من سلوك الحكومة الإسبانية ولجوئها إلى التستر على مطلوب للعدالة من أجل جرائم ضد الإنسانية كان من ضحاياها مغاربة وإسبان.
لا شك أن تحركات أخنوش، المعروف لدى الطبقة السياسية والإعلامية والمالية والاقتصادية في إسبانيا بمصداقية ووضوح وبراغماتية مواقفه، ساهمت في حصر حكومة مدريد في الزواية، إذ أصبحت وجها لوجه أمام فئة واسعة من رجال الإعلام وأعضاء في البرلمان وغضب الرأي العام.. الجميع يطالبونها بتوضيح صريح حول فضيحة التستر على مطلوب للعدالة الإسبانية.
وقد ظهر ذلك على أرض الواقع، مع بدء خروج عدد من وسائل الإعلام المؤثرة في إسبانيا من صمت القبور إزاء فضيحة حكومتهم، وتواصل الوقفات الإسبانية المطالبة بمحاكمة المجرم المدعو غالي، وتحرك البرلمان الإسباني لمساءلة حكومته حول ملابسات القضية.
ولعل أولى ثمرات تحرّكات أخنوش على الواجهة الإسبانية، تلك التي جناها المغرب اليوم الثلاثاء، عندما إنتزع زعيم الأحرار تعهدا من رئيس الحزب الشعبي الإسباني، بابلو كاسادو، يقضي بجر حكومة مدريد إلى المساءلة البرلمانية، من أجل تقديم توضيحات حول الدخول غير القانوني وغير المعلن عنه، وبهوية مزورة، لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى التراب الإسباني (انظر رابط جريدة le12.ma التالي):
لهذا السبب.. أخنوش يتباحث مع زعيم المعارضة الإسبانية بابلو كاسادو
أهمية تحرك البرلمان الإسباني لمساءلة حكومة مدريد بشأن هذه الفضحية لا يمكنه إلا أن يخدم موقف الرباط، التي لم تقنعها التبريرات العديدة والمتعددة الصادرة عن الحكومة الإسبانية، إذ ستكون هذه الأخيرة مجبرة على تقديم أجوبة مقنعة حول عدد من الأسٔلة التي لا شك في أٔنها لن تخرج عن تلك التي وجّهتها الرباط لمدريد دون تلقي توضيحات مقنعة، كسؤال إذا كانت حكومة مدريد، تعتبر أن مقاربتها إنسانية وبريئة بشأن إستقبال المدعو غالي، فلماذا لم يتم إبلاغ المغرب منذ البداية؟
الأهمية الثانية في التحرك البرلماني لمساءلة حكومة مدريد تكمن في كونه سيضع الحكومة المركزية، على محك مصارحة الرأي العام الإسباني بشأن مطالب الإسبان من ضحايا المجرم غالي، والتي لا تقبل بغير تقديمه للمحاكمة.
لذلك فما عبّر عنه رئيس الحزب الشعبي الإسباني، بابلو كاسادو، في محادثته اليوم الثلاثاء مع عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، يترجم إلى حد كبير غياب الإجماع داخل الطبقة السياسة الاسبانية إزاء تهور حكومة مدريد وغرقها في ورطة فضائحية تسببت فيها المخابرات الجزائرية.
كما أن إنفتاح الحزب الشعبي الإسباني، من خلال رئيسه، على حزب مغربي كبير بحجم حزب الأحرار لسماع الموقف الحزبي المغربي وتفاعله مع خيبة الأمل التي عبر عنها أخنوش تجاه سلوك حكومة مدريد وتعهده بجرها للمساءلة البرلمانية، يكرس ما صرح به زعيم حزب التجمع لجريدة “إلموندو” حين قال: “أنا متأكد من أن هناك أصدقاء للمغرب في إسبانيا من مختلف الأطياف وأنهم أناس عاقلون ويدركون تماما أهمية العلاقات بين البلدين وأهمية استمراريتها”.
إن تحركات عزيز أخنوش، على الواجهة الإعلامية والسياسية الإسبانية، ونجاحه في تسجيل أهداف سياسية في شباك حكومة مدريد في عقر دارها لا يمكنها إلا أن تساهم في حصر حكومة مدريد في الزاوية، وتؤكد من جديد، أننا أمام زعيم سياسي مغربي بثقل دولي، ورجل دولة بمصداقية عالمية.. وهي بروفايلات تكاد تكون مفتقدة وسط قادة الأحزاب المغربية…
بروفايلات من طينة صانع ألعاب من درجة رجل دولة وسياسة بإمتدادات وأجندة صداقات دولية، يحركها ببراغاماتية، من أجل انتصارات الوطن، وتحقيق مصالحه العليا.. تحت قيادة وتوجيهات الملك محمد السادس.
أخنوش.. نشعر بخذلان و نحتاج إلى مواقف و قرارات تعيد الثقة إلى العلاقات مع إسبانيا