هيئة التحرير

في ما يشبه رقصة المذبوح، استقبل المشاركون في الندوة الوطنية الرابعة للحوار الداخلي لحزب البيجيدي، التي انعقدت اليوم السبت في مراكش، المستشار البرلماني القيادي في الحزب عبد العالي حامي الدين، بـ”التصفيقات”، في ما يشبه الترنّح الذي يسبق الموت.

وإذا كانت “حركة” إخوان العثماني تشير إلى “تضامنهم” معه، بعد قرار قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف في فاس متابعتة من أجل “جناية المساهمة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد” وإحالته على غرفة الجنايات في المحكمة ذاتها، فإن هذه الحركة تؤشّر، في الحقيقة، على تخبّط هذا الحزب، الذي يبدو أن “فْلوكته” قد بدأت تغرق ما لم تكن قد غرقت بالفعل.

والحقيقة أنّ سفينة هذا الحزب قد غرقت تماماً في وحل الخيبات والهزائم، بفعل فشل قادته في الوفاء بوعودهم “المعسولة” التي كانوا يوزّعونها يمينا وشمالا إبان الحملة الانتخابية، قبل أن يتنكّروا لها بعد ذلك. والأدهى والأمَرّ، “إغراقهم” سفينة المغرب في بحور القروض والديون الخارجية. كما حصدوا الخيبات تلو الخيبات في الملفات الاجتماعية ذات الأولوية لدى المغاربة، من التعليم إلى الصحة إلى الشغل..

فوق ذلك، أظهر حزب “لامبة” فقراً مزمنا في ثقافته القانونية في تعاطيه مع مستجدّات فتح جناية المساهمة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حقّ “القيادي” حامي الدين. ووفق رجال قانون متمرّسين وعارفين، فإن “نوتة” التقادُم التي يحاول البيجيديون العزف عليها يائسين في هذا الملف هي التي سقطتْ من سلّم الموسيقى القانونية وليس التهمة التي يتابع بها “أخوهم الذي لن يسلّموه”..

فحتى يتحقق التقادم في قضية ما يُشترَط -بالضّرورة- ألا يظهر فيها أيّ إجراء جديد داخل المدة المحددة للتقادم. وبالعربية تاعّرابت، فإن النيابة العامة “تقتُل” أيَّ تقادُم محتمَل لقضية ما ولو قبل ساعات من اكتمال مدته. ما يعني أنّ أي إجراء جديد تتخذه النيابة العامة في ملفّ ما، يُعيده إلى نقطة الصفر، فيسري عليه التاريخ (الجديد) الذي تم فيه آخر إجراء…

فهل يجهل “فقهاء” الإخوان، يتقدّمهم مصطفى الرميد، وزيرهم الذي كان في “العدل”، هذه القاعدة القانونية، أم أنهم يتجاهلونها ويحاولون التمويه عن ورطتهم الجديدة، من خلال “التصفيقات” و”العناقات” و”الطبطبات” التي استقبلوا بها عبد العالي “الحامي”، الذي يبدو أنه ليس هناك ما “يحميه” من المثول أمام المحكمة ومواجهة المنسوب إليه…

في انتظار ذلك، يستطيع العثماني طبعا، أن يواصل ضحكه على نفسه وعلى “قادة” حزبه، الذين قال أمامهم في كلمته الافتتاحية لندوتهم الوطنية اليوم في مراكش إن الحزب “سيواصل الدفاع عن عبد العالي حامي”، الدين وسيعلن خطوات جديدة في هذا الاتجاه”، لأنه “سبق البتّ في قضيته واستكملت كل مراحل التقاضي”.

واشْ متيكّد بْاللي هاد الهضرة “قانونية” أسّي العثماني وْلاّ غير مْعاودين ليك؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *