صدر حديثا عن مؤسسة مقاربات للصناعات الثقافية والنشر بفاس، كتاب جديد للناقد محمد أدادا، تحت عنوان “المكون الشعري في السرد الأدبي”.
وقال أدادا في مقدمة الكتاب الذي يقع في حوالي 160 صفحة من القطع الكبير، إن هذه الدراسة تنطلق من مسلمة، مفادها وجود عنصر مشترك يوحد بين جميع أنماط الإبداع الأدبي، وكون الشعري مقوما يشكل ”لا شعورا”، تتضمنه كل الآداب بمختلف أشكالها وأنواعها. وينطلق هذا الافتراض من أن “للشعري في الأدب قيمة وأهمية، إذ يسري كالنسغ في مختلف النصوص والخطابات، في اللغة والأخيلة، في المباني والمعاني، بله الفاصل في أمر ”أدبية Littérarité” النص، وهو السر في خلود بعض الإبداعات الأدبية”.
وبما أن الشعري لا يقتصر وجوده في النوع المعروف بالشعر، يضيف الكاتب، فإن الدراسة حاولت إبراز العلاقة وطيدة بينه وبين الإبداع الأدبي عامة، والكتابات السردية الجديدة، خاصة تلك التي تحاول أن تسطر لنفسها مسارا جديدا بالانزياح عن القيم والمبادئ الكلاسيكية في الكتابة، بحيث وجدت في مجال الشعر حقلا مفيدا لتشييد نص جديد يوظف تقنيات الشعر وآلياته.
وسجل أدادا أنه على الرغم من التطور الذي عرفته التجربة الإبداعية الروائية الجديدة، والذي يقوم على الاستفادة من التطور الذي عرفه الشعر، فإن الخطاب النقدي المواكب لها بقي أسير البحث في المكونات السردية، دون مراعاة للخصوصية الجديدة.
وأشار إلى أن هناك إمكانية لتكوين إطار منهجي يمكن أن يكشف عن مختلف مكامن الشعري في الإبداع السردي، إذا ما تم البحث في ما يؤلف بين هذه التصورات المختلفة، وهو الرهان التي اتخذه لبناء خطة اشتغال منهجي لضبط مواقع الشعري في الكتابة الروائية.
وخلص الباحث إلى أن الكتاب يشكل محاولة لمساءلة الدراسات النقدية، عما إذا كانت قد أثارت إشكالية الشعري في الإبداع الأدبي السردي، قبل العروج على مختلف مناهج الدراسات الأدبية الحديثة، وخاصة تلك التي نشأت في أحضان الدرس اللساني والدرس السيميوطيقي المعاصر، للبحث فيهما عن الأطر المنهجية والمفاهيم الدقيقة التي يمكن بها تحديد المستويات التي يتمظهر فيها الشعري في الكتابة السردية.
خدمة لاماب