الرباط – مواكبة le12

 

 ناقش خبراء دوليون، الثلاثاء، موضوع الجماعات المسلحة في إفريقيا، وذلك في إطار أشغال الدورة العاشرة من “حوارات استراتيجية”، التي ينظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالرباط ومركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة بباريس.

ومكنت هذه الدورة، المنظمة عبر تقنية المناظرة المرئية من باريس والرباط، تحت شعار مزدوج “تنافس القوى في إفريقيا” و “إفريقيا في مواجهة الإرهاب”، من تسليط الضوء على تداعيات وباء كورونا على تباطؤ التنافس، على المدى القصير، بين قوى مثل الهند والصين وتركيا والولايات المتحدة.

 تعقد بيئة حاضنة

وخلال هذا اللقاء الذي أداره الباحث في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، عبد الحق باسو، تحت عنوان “الجماعات المسلحة في أفريقيا: الحصيلة والتحليل”، أكدت نياغالي باغايوكو، رئيسة شبكة قطاع الأمن الإفريقي، أن “المحيط الذي يتعين علينا التعامل معه اليوم معقد”.

وقالت “إننا نواجه تحديا جماعيا حقيقيا لأن الصعوبات التي نواجهها ليست خاصة بفاعل ما. إننا أمام الحاجة إلى إعادة التفكير بشكل جماعي في أساليب التدخل في منطقة الساحل، وفي الأدوات والمفاهيم والمذاهب وطريقة تقييم التدخلات.

وفي سياق هذه البيئة الأمنية في منطقة الساحل، فإن الجماعات الإرهابية ليست الوحيدة التي لها دور وتأثير، فهناك أيضا عناصر متمردة تطالب بالاستقلال أو الحكم الذاتي، وجماعات إجرامية، بالإضافة إلى فاعلين يهددون أمن السكان على الميدان، ولا سيما قوات الدفاع والأمن في بعض الحالات.

من جانبه، وقف الأميرال آلان أودوت دي داينفيل، رئيس أركان البحرية الفرنسية السابق، عند القرصنة في خليج غينيا. وأشار إلى أن القرصنة عملية تؤدي إلى خسارة الشركات لأموال كثيرة، حيث من الضروري تأمين القوارب، وتعويض الطواقم عن الأسر وانعدام الأمن.

القرصنة وخليج غينيا

وأشار إلى أن القرصنة ما فتئت تزيد في خليج غينيا، الموقع الرئيسي للقرصنة حيث يمر بها 4000 قارب، مشيرا إلى أنها زادت بنسبة 10 بالمئة في السنوات العشر الماضية وتتركز بشكل أساسي في نيجيريا.

وأكد أن القرصنة في خليج غينيا تتميز عن القرصنة في مناطق أخرى من العالم، بدافع مزدوج: دافع سياسي ودافع لتهريب النفط.

وقال إن نيجيريا تسعى لمكافحة هذه القرصنة عبر إطلاق إجراءات زجرية ميدانية، وتوظيف ما يقرب من مليار دولار تم إنفاقها في السنوات الثلاث الماضية لهذا الغرض.

وأوضح أنه بالإضافة إلى ذلك، أنشأت نيجيريا وكالة التدبير والسلامة البحرية النيجيرية التي تنسق جهود مختلف الهيئات لمحاربة القراصنة.

من جانبه، أشار الخبير لدى مجلس الأمن الدولي، جيروم إيفرار، إلى أن “تنظيم القاعدة أصبح يمثل في إفريقيا التهديد الرئيسي على المدى الطويل، ليس لقدراته العملية في غرب إفريقيا أو في الصومال، ولكن لقدرته إلى الاعتماد على أنشطة إشاعة التطرف يقوم بها فاعلون على مستوى المجتمعات الأفريقية”.

القاعدة تستفيد من سياق

وأضاف المتحدث أن “القاعدة تستفيد من سياق خصب لإشاعة التطرف لا يمكن معالجته إلا من خلال تحسينات جوهرية في الحكامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن الولوج الفعلي إلى الفرص المهنية والتعليم الجيد والرعاية الصحية الأولية”.

ومنذ سنة 2016، ينظم كل من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالرباط ومركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة نسختين من “الحوارات الاستراتيجية” كل سنة.

وتضم منصة التحليل والتبادل هذه ثلة الخبراء والباحثين من مختلف المؤسسات الفكرية والأكاديمية، والممارسين، وصناع القرار السياسي، لمناقشة القضايا الجيو-سياسية والأمنية الرئيسية على المستوى الدولي، فضلا عن القضايا ذات الأهمية المشترك في أوروبا وإفريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *