“استيقظ الزعيم النقابي 
 اليوم باكرا …
نادى على الخادمة…
وطلب منها إعداد الفطور ….
نادى على السائق وطلب منه إعداد السيارة…
وقال لهم سأذهب اليوم للمشاركة في العيد العمالي..
أراد المسكينان أن يقولا شيئا … 
 بل أشياء …
لكن ..
ابتلعا لسانهما …
ركب الزعيم النقابي الخالد  
السيارة الفارهة…
ركنها السائق خلف المنصة. .. وجلس ينتظر الزعيم. ..
صعد الزعيم “المحنك” للمنصة. .. وقبل ذلك استبدل قبعته الأمريكية الصنع بقبعة مصنوعة في معامل سرية بالقريعة. .. و استبدل قميصه ذو الماركة العالمية بقميص من الثوب الخشن. .. خشونة الطبقة الكادحة. ..
ورفع صوته عاليا.. وصرخ و زمجر. .. و هدد…
و وجه تحية نضالية للطبقة العاملة …
و شكر العمال الكادحين. .. الذين حضروا بكثافة للاستماع لكلمات الزعيم. ..
ولعن الحكومة. . و اتهمها بالنصب و الفشل وووو… وطالبها برفع الأجور… و بحق العمال في التغطية الصحية ووو…
سائقنا المسكين يستمع … و يتأمل في كلمات الزعيم … وعندما حضر الزعيم … سأله .. هل سترفع لي أجري سيدي … هل سأسجل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. .. أجابه الزعيم .. هل جننت. .. كيف تجرؤ على أن ترفع صوتك وتطالبني بذلك … عليك أن تحمد الله لأنني أشغلك. ..
انتفض السائق و رمى بالمفاتيح في وجه الزعيم… و رحل… 
نادى الزعيم …. و بسرعة على سائق جديد …. و ذهب لبيته الفخم. .. و وجد الخادمة منهكة في إعداد وجبة الغداء للزعيم و أسرته. .. و صرخ في وجهها … وقال لها: إذا تأخرتي في المرة القادمة سأطردك. .. ذهبت المسكينة إلى المطبخ و دمعة حزينة تنزل من خذها المنهك. ..
عاش الزعيم. .. و عاشت الطبقة العاملة …
*مدونون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *