le12.ma -الأناضول
شيدت فاطمة الفهرية (”أم البنين”) جامعة “القرويين” في مدينة فاس (شمال) التي تعدّ أقدم جامعة في العالم، في 245 هجرية، الموافق لـ859 ميلادية.
ووفق مؤسسة “غينيس” للأرقام القياسية، فإن جامعة القرويين (جامع في نفس الوقت) هي أقدم جامعة في العالم.
ومنذ تأسيسها لعب جامع القرويين أدوارا كبيرة في تكوين عدد من العلماء والمفكين الكبار.
قال مؤسس علم الاجتماع، عبد الرحمن بن خلدون، خلال وصفه لتشييد الفهرية للقرويين: “فكأنما نبّهت بذلك عزائم الملوك من بعدها”. وأفاد المرضي، بأن “هذه المرأة (الفهرية) التي فكرت ووفقها الله عز وجل للتفكير في إنشاء هذه المعلمة العظيمة، حيث لعبت أدوارا علمية وتعليمية وأدوارا فكرية، حافظت على اللغة العربية وعلى العقيدة الإسلامية وعلى الخط المتنور في الإسلام”.
ووصف القرويين بـ”المؤسسة التنويرية” منذ تأسيسها، مردفا “الذي يدل على ذلك كثرة العلماء المتنورين الذي قدموا إليها معلمين أو متعلمين”.
ومن بين الشخصيات البارزة التي تلقت العلم بالقرويين، المؤرخ والمؤسس الذي وضع اللبنات الأولى لعلم الاجتماع، ابن خلدون، وابن البناء المشتهر بمعرفته العميقة في الرياضيات، إضافةً إلى مجموعة من العلماء مثل ابن بطوطة وابن رشد .
وتعدّ الجامعة، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيس”، ومؤسسة “غينيس” للأرقام القياسية، أقدم جامعة في العالم.
وشهدت بالتخصصات العلمية الدقيقة وما يسمى ”الكرسي العلمي المتخصص”، وهي أول جامعة تعمل بنظام الدرجات العلمية، ومنحت فيها أول شهادة دكتوراه في الطب، حيث يستمر التعليم فيها منذ قرون إلى اليوم، دون انقطاع.
وولدت فاطمة الفهرية في 800 م وهاجرت مع والدها، محمد بن عبد الله الفهري، من القيروان إلى مدينة فاس. وترك الفهري بعد وفاته، مالا وفيرا لفاطمة، خصصته لبناء جامع وجامعة القرويين بسبب حاجة الناس لجامع آنئذ، فيما شيدت أختها مريم الفهري جامع “الأندلس” في المدينة نفسها.
واستمر بناء الجامع 18 عاما، إذ ساهمت فاطمة في هندسته ومعماره، قبل وفاتها في 880 م.